لو لم يكن للرئيس «عبدالفتاح السيسى» أى فضل على الشعب المصرى سوى تحرير مصر من قبضة «الإخوان»، ومن الفاشية الدينية، لاستحق محبتنا وثقتنا ورهاننا على المستقبل معه.
لكننا شعب بلا ذاكرة، يجيد الندب والعويل على ما لم يتحقق، ولا يسأل نفسه ما الذى تحقق؟.. يحترف الرفض (من باب الاحتياط) أو لأنه يرى «النشطاء والعملاء» يبرقون ويرعدون على مواقع التواصل الاجتماعى، وبالتالى فمن حقه الحصول على لقب «ناشط»، ولو بعدة تغريدات مسمومة وبلهاء!.
لست بصدد ذكر إنجازات الرئيس، وهى كثيرة، لكننى فى ذكرى ثورة 30 يونيو أرى بعض المشاهد الحياتية والسياسية جديرة بالتسجيل والمقارنة.
فى أواخر عهد «الإخوان»، كانت الأسرة المصرية موزعة بين طوابير «الخبز والغاز والبنزين»، والكهرباء مقطوعة عن غرف العمليات وحضانات الأطفال وطلبة الثانوية العامة ليلة الامتحان.. ومدينة الإنتاج الإعلامى تحت حصار أنصار «أبوإسماعيل»، وبعض ملاك الفضائيات والإعلاميين يقبلون «يد المرشد»!.
كانت مصر مؤجرة «من الباطن» تسكنها تنظيمات إرهابية (القاعدة وحماس وبيت المقدس.. وغيرها)، وتتحكم فى مقدراتها عواصم عميلة (الدوحة وإسطنبول).. وكانت «سيناء» معروضة للبيع فى مزاد «الأوطان البديلة».. والثمن كان سيذهب للتنظيم الدولى للإخوان!.
كانت الشرطة فى خصومة مع الشعب، وميليشيات الإخوان تقتل وتسحل وتقطع الطرق بلا رادع.. فلا حقوق إنسان ولا من يقبضون!.
كانت «بهية» مثل أرملة عجوز، بلا رجل يحميها أو أبناء أشداء يسندون ظهرها.. كانت مثل امرأة سيئة السمعة تحترف «جهاد النكاح»، وتخدم فى «بيت الطاعة الأمريكى» وتحلم بالتوبة فى «قندهار» على يد (القرضاوى أو أردوغان)!.
كانت أجراس الكنائس تدق فزعاً من الحرائق والإغلاق واغتيال القساوسة، وطوابير الهجرة، مكدسة على أبواب السفارات الأجنبية، والمساجد تتوعدنا بإقامة «الحد» وتروج لشرعية «أسواق النخاسة» كما روجت فيما بعد لشرعية «مرسى».. والأخوات فى «البرلمان» يطالبن بعودة الختان، وزواج الأربعة، ووأد النساء!.
هذه بعض ملامح الأيام السوداء التى عشناها مع «عصابة الإخوان»، سيقول أحدكم وهو مستريح والتكييف مضبوط على 17 درجة مئوية: (نعانى أزمة حريات، وقانون التظاهر ظالم، وملف سد النهضة لم يحل، وهناك شباب فى السجون، ومبدعون تحاصرهم دعاوى الحسبة، والدولار تجاوز الـ11 جنيهاً).
بداية، حضرتك تتعدل وتطفى التكييف، وكفاية عليك (فانلة قطن) توفيراً للكهرباء، ولن أمنّ عليك بما تحقق من أمن واستقرار لأننى لا أعمل بالجيش أو الشرطة. تذكر جيداً: أنت فى مصر التى حاربت الإرهاب دون أحكام عرفية، ولم تنحنِ أو تتوقف عن البناء والتنمية، وسوف نعلن «سيناء» قريباً خالية من الإرهاب.. صحيح أن محاربة الإرهاب ثقافياً وفكرياً لم تتحقق، لكنها المعركة المقبلة.
أنت فى مصر.. التى فازت بالمقعد غير الدائم لعضوية مجلس الأمن الدولى.. وحصلت على عضوية مجلس الأمن والسلم الأفريقى.. واحتفظت برئاستها للأمانة العامة للجامعة العربية وتربطها بدول العالم علاقات ندية واحترام ساهمت فى تسليح مصر وتعزيز قدراتها العسكرية.
عادت مصر دولة فتية بثقلها السياسى والمحورى فى الشرق الأوسط والعالم، ورغم مشاكلها الاقتصادية لم يفرض عليها قرار سياسى أو عسكرى (ليس لنا جندى واحد خارج أراضينا).
أنت فى مصر.. التى قدمت للعالم «قناة السويس الجديدة»، التى يقود رئيسها العديد من المشروعات القومية العملاقة من أجل حياة كريمة وعادلة للمواطن أولاً.
منها -على سبيل المثال لا الحصر- مشروع تنمية محور قناة السويس، وبناء المحطة النووية بالضبعة، ومشروع «المليون ونصف المليون فدان» الذى يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية وإقامة مجتمعات عمرانية جديــدة، ومشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وإنشاء المليون وحدة سكنية لتوفيـر وحدات إسكان اجتماعى للمواطنين، وإنشاء منطقة اقتصادية جديدة بصعيد مصر.. إلخ.
إن كنت من هواة التشكيك فى الجدوى الاقتصادية للمشروعات القومية، والمطالبة بمشروعات صغيرة.. أو كنت من أعداء «الهيئة الهندسية للقوات المسلحة»، فاعلم أن الدار الهندسية تسند تلك الأعمال لكبريات شركات المقاولات، ويبقى لها الإشراف والمتابعة و«التسلم» وهو أهم نقطة بعدما عانيناه من المقاولين، خصوصاً فى أعمال الطرق والكبارى.
أما إن كنت خائناً من أنصار «اللطم» على شرعية «مرسى»، فحذار أن تقرأ هذا المقال.. إنه لكاتبة «انقلابية - سيساوية» وأفتخر.
كل «30 يونيو»، ومصر والثوار الحق بوعى وسلام.