التحرش يفسد احتفالات المصريين بمولد الإمام الحسين.. صور



يتوافد المصريون من مختلف محافظات الجمهورية في الخامس والعشرين من ربيع الآخر كل عام، أفواجًا إلى وسط العاصمة الفاطمية لحضور احتفلات ذكرى مولد الامام الحسين، معتقدين أن رأسه مدفونة داخل مسجد الحسين هناك.

تستمر الاحتفالات لأكثر من 5 أيام متتالية وتنتهي بيوم "المولد"، يفترش الوافدون الشوارع المحيطة بالمسجد ويقيموا الخيام المليئة بالبشر، ولا يتوقفوا عن دق الطبول والذكر المصحوب بالموسيقى ليلًا ونهارًا.

هذه المظاهر ليست وليدة اليوم أو الأمس بل هي عادات شب عليها المصريين، واعتادوا فعلها دون تردد، فتجد كل عائلة أو أبناء قرية حاملين آمتعتهم قاطعين كل تلك المسافات ليحضروا "المولد"، ولكل قرية طريقتها الخاصة في الاحتفال، فهناك الطريقة الرفاعية السوهاجية نسبه إلى محمود طه بلوم السوهاجي، والطريقة الرفاعية للشيخ عبد المنعم الجعفري بالجيزة، والطريقة الأحمدية الشاذلية، وغيرهم من الطرق التي لا حصر لها.

ولكن هذة الطقوس المقدسه بالنسبه لمعتنقيها لم تسلم مما يعانيه المجتمع المصري من إنحلال أخلاقي، فشوراع منطقة الحسين لا تختلف كثيرًا عن أشقائها من شوارع مصر الغارقه في ظاهرة التحرش، بل كثرة الأعداد والزحام هناك جعل منها منطقة خصبة للمتحرشين لممارسة أفعالهم معدومه الأخلاق.

يقول أحد أمناء الشرطة المسئولين عن تأمين المنطقة المحيطة بمسجد الإمام الحسين: "أنا مسئول عن تأمين ذلك المكان منذ أكثر من خمس سنوات ويمر علي كل عام هذا الإحتفال بمواكبه المختلفة، وكانت الأمور تسير بسلاسة دون أي شكاوي أو حالات تحرش، وكأن هؤلاء الناس اجتمعوا في هذا المكان، واتفقوا على ألا يختلفوا، وسط أجواء تعاونية وروحانية جميلة".

وأكد الأمين، الذي رفض ذكر اسمه لـ"صدى اللبلد"، على حدوث طفرة في هذه الاحتفالات وأجوائها الروحانية خلال آخر عامين، فلا تمر ساعة دون شكوى هنا، أو مضايقة هناك، مضيفًا: "هناك من يستغل الزحام والتكدس، ويتسلل خلسة بين النساء ويمارس أفعاله الدنيئة، وهناك سيدات تتغاضي عما تعرضت له خوفًا من إثارة المشاكل وخاصة أن زوجها وأولادها يكونون برفقتها، وتخاف من إلحاق الآذى بهم بأي شكل من الأشكال، والبعض الآخر يتقدم بشكاوي".

وقالت نادرة علاء ربه منزل من القناطر الخيرية: "جيت علشان اقرأ الفاتحة على روح الإمام الحسين وأصلي العصر في المسجد، معرفتش أوصل للمسجد من الزحمة والأغاني المحيطة بكل أبوابه"، مضيفه: "مبقاش في أخلاق ولا تربية الشتيمة موجوده حتى في المناسبات الدينية".

وأكدت ش.أ من قنا، أنها عندما كانت تسير من خيمتهم في الشارع المجاور لأم الغلام، إلى دورات المياة، مرت بشارع شديد الزحام، فلم تكد تخرج منه حتى وجدت شخصًا تحرش بها من الخلف، وبمجر إلتفاتها لتوبيخه وتسليمه للشرطة لم تجده.