ستستقبل الصين ومصر عاما جديدا يتحلى بأهمية خاصة، لأن عام 2016 سيصادف الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وذكرت وكالة "شينخوا" في تقرير لها تحت عنوان " لقاءات القمة بين الزعماء الصينيين والمصريين في الستين عاما ماضيا"، تاريخ لقاءات القمة بين الزعماء المصريين والصينيين خلال 60 عاما.
وقالت: "عندما نتحدث عن نقطة انطلاق مسيرة تقدم العلاقات الصينية والمصرية، يمكن القول إن مؤتمر باندونغ المنعقد في عام 1955 شهد وضع حجر الأساس للعلاقات الثنائية، حيث التقى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مع رئيس مجلس الدولة ووزير الخارجية مهندس الدبلوماسية الصينية تشو أن لاي على هامش المؤتمر.
وأضافت إنه على الرغم أن الصين ومصر لم تكن قد أسستا علاقات دبلوماسية وقتها ، فقد تبادل القائدان الصيني والمصري وجهات النظر بصراحة خلال لقاءاتهما، وأدركا بأن الصين ومصر تتشاركان مع بعضهما البعض في المصير من خلال حرب مقاومة الإمبراطورية والاستعمارية الغربية، فبدأتا دعم بعضهما البعض في النهوض القومي.
وفي يوم 30 مايو 1956، أعلنت الصين ومصر إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أصبح مصر أول من يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، ثم تشجعت الدول العربية الأخرى على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة.
قام رئيس مجلس الدولة الصيني تشو أن لاي بثلاث زيارات إلى مصر ( الجمهورية العربية المتحدة ) في ديسمبر 1963 وابريل ويونيو 1965، تلبية لدعوة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
وأشار التقرير إلى أن العلاقات الثنائية بين الصين ومصر دخلت مرحلة «شهر العسل» بعد تولي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك منصب الرئيس المصري، إذ قام بتسع زيارات إلى الصين في عام 1976و1980 و1983 و1990 و1992 و1994 و1999 و2002 و2006.
وفي زيارته للصين في ابريل عام 1999، اجتمع مع الرئيس الصيني السابق جيانغ تسه مين وتم إصدار (( بيان مشترك حول إنشاء علاقات التعاون الاستراتيجي بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية ))، الأمر الذي جعل مصر أول الدول النامية التي تقيم علاقات التعاون الاستراتيجي مع الصين، ما دفع العلاقات الثنائية الودية إلى مستوى أعلى ، كما أجرى الجانبان تعاونا شاملا ومتنوعا في كافة المجالات كالسياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة والسياحة والتعليم ما حقق تقدما ملحوظا.
وكثف القادة الصينيون الزيارات إلى مصر في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي ، حيث تنمو العلاقات الثنائية بين الصين ومصر بشكل متواصل في السنوات الأخيرة، حتى بعد اندلاع ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو عام 2011، ظلت الصين تولي اهتماما بالغا بصديقتها القديمة. وحرصت على ترتيب زيارة عدة وفود رسمية إلى مصر ، كما استقبلت عددا من الوفود الرسمية والشعبية وأهم هذه الزيارات كانت زيارتي الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي إلى بكين.
في زيارة الرئيس السيسي الأولى إلى الصين في ديسمبر 2014، قرر الرئيسان الصيني والمصري الارتقاء بعلاقات البلدين إلى مستوى شراكة التعاون الاستراتيجي الشامل، الأمر الذي وصفه الرئيس الصيني بأنه " حدث رئيسي مهم " من شأنه أن يدفع التعاون بين البلدين إلى مستوى أعلى.
ومع أن زيارة السيسي للصين دامت 4 أيام فقط، إلا أنها خلقت تأثيرات إيجابية طويلة الأمد لمصر التي تحتاج بشكل ملح إلى الدعم الخارجي، علما بأن الزيارة شهدت توقيع نحو 30 اتفاقية متنوعة في مختلف القطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية.
البداية