نقلا عن المصرى اليوم
نشاط مكثف لمصر في الأيام القليلة الماضية لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وذلك بعد ذبح التنظيم لـ21 مصريًا.
كان الجيش المصري وجه ضربة عسكرية «ناجحة» لمعسكرات تدريب ومخازن أسلحة تابعة لـ«داعش»، أسفرت عن مقتل ما بين 40 إلى 50 إرهابيًا، بحسب قائد القوات الجوية الليبية، العميد صقر الجروشي.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1»: «ما من خيار آخر أمامنا، والهمة في ليبيا لم تكتمل.. يجب رفع الحظر عن أسلحة الحكومة الليبية»، داعيًا الأمم المتحدة لاستصدار قرار يمنح تفويضًا لتشكيل تحالف دولي ضد «داعش ليبيا».
صحيفة «راي اليوم» الإلكترونية التي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي عبدالباري عطوان، أحد أبرز الكُتاب المهتمين بالشأن العربي، نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها، إن «السيسي» قدم مقترحات مكتوبة إلى حلفاء مصر في إفريقيا ودول الخليج، ولبعض السفراء الأروروبيين في القاهرة على أمل بناء أساس لفكرة توجه قوات تحظى بالشرعية الدولية تحت عنوان «إعادة الإستقرار في ليبيا وحمايتها من الإرهاب».
وأضافت المصادر، أن «السيسي على استعداد استضافة مقار عمليات أمنية وعسكرية على الجانب المصري في منطقة السلوم على الحدود مع ليبيا شريطة أن تشارك دول متعددة بالتحالف، وبعدد لا يقل عن 60 دولة عربية وأجنبية».
وبحسب المصادر، فإن «السيسي»، تعهد في اتصالاته مع السفراء الغربيين بأن يتولى مهمة «تسويق أفكاره حول التحالف مع العرب»، مشيرة إلى أن مقترحاته تلقى دعمًا كبيرًا من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وجنرالات الجيش الجزائري.
الضربات الجوية المصرية لمواقع «داعش» في مدينة درنة، لاقت قبولا من اللواء خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة، والذي أكد بدوره ضرورة استمرار تلك الضربات للتخلص من «داعش»، فيما عارض نوري أبوسهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام، القائد الأعلى للجيش الليبي، قصف الطائرات المصرية لدرنة، معتبرًا أن ذلك «انتهاك لسيادة ليبيا، ومخالفة للمواثيق الدولية».
ودعا «أبوسهمين»، الذي يتنازع الصلاحيات الدستورية مع مجلس النواب الموجود بمدينة طبرق، الليبيين إلى «تكوين جبهة واحدة ضد هذا التدخل الخارجي»، بحسب بيان صادر عنه أمس الثلاثاء.
تونس ألمحت إلى المشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش ليبيا» حال استصدار قرار من الأمم المتحدة، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التونسية، مختار الشواشي: «نتفهم طلب مصر من الأمم المتحدة التدخل العسكري في ليبيا، وسنتعامل مع أي قرار أممي بهذا الخصوص.. الجريمة المرتكبة هي بشعة وصادمة لمصر ولشعبها وللرأي العام العربي والدولي، سنتعامل مع أي قرار للمنتظم الأممي عند صدوره».
كانت وزارة الدفاع التونسية، أعلنت الاثنين، انتشار القوات التونسية على كامل الشريط الحدودي البحري والبري الذي يقدر ب 450 كلم مع ليبيا مع تكثيف الطلعات الجوية لمراقبة الوضع.
وتعتبر تونس من الدول التي يُشكل تنظيم «داعش» خطرًا عليها، حيث يضم التنظيم أكثر من 3 آلاف تونسي في صفوفه، بحسب وسائل إعلام عالمية، كما تبنى التنظيم في وقت سابق مقتل السياسيين التونسيين شكري بالعيد ومحمد براهمي في تسجيل فيديو نُشر في 19 ديسمبر 2014 تضمن تهديدا للشعب التونسي بالقتل وبسفك الدماء إن لم يعلنوا الولاء للخليفة أبوبكر البغدادي.
ويعقد مجلس الأمن، الأربعاء، جلسة طارئة لبحث الملف الليبي، وقال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن جلسة مجلس الأمن ستعقد بناء على طلب مصر وليبيا، للاستماع إلى الإحاطة التي يقدمها المبعوث الدولي إلى ليبيا برناردينو ليون، يليها بيان مصر الذي سيلقيه وزير الخارجية، سامح شكري، ثم يتلو وزير خارجية ليبيا كلمته، لتنعقد بعد ذلك جلسة المشاورات الخاصة.
وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، قال الأسبوع الماضي، إن بلاده مستعده للقتال في إطار الشرعية الدولية، مضيفًا: «إيطاليا معرضة للتهديد بسبب الوضع في ليبيا، حيث بات (داعش) في سرت الليبية على بعد 200 ميل بحري عن شواطئ إيطاليا»، لكن يبدو أن إيطاليا باتت أقل حماسًا للتدخل العسكري، حيث شاركت في بيان مع فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا وأمريكا، حاجة ليبيا إلى حل سياسي، مؤكدة استعداداتها لدعم أي حكومة وحدة وطنية تعالج التحديات الحالية التي تواجه ليبيا.