يرجى توخى الحذر.. خدعة نصاب لسرقة بيانات حاجزي شقق «الاجتماعي»

اخبار بلدنا

نصاب انتحل صفة موظف بجهاز العبور واتصل بمدرس يخبره بحصوله على شقة، وأملاه بياناته كاملة واستولى على 25 ألف جنيه قسط الوحدة، وسلمه إيصالات ومستندات مزورة والواقعة تكررت     3 سنوات كاملة قضاها مصطفى العربي في انتظار خبر سار بحصوله على شقة بمشروع الإسكان الاجتماعي بالعبور، والتي سوف تنهي معاناته مع السكن بالإيجار وبُعد المسافة عن منطقة عمله. وفي صباح يوم ظنه المدرس جميلا، رن هاتف منزله طويلا، وعند رده كان الطرف الآخر "بشير" يخبره باستحقاقه شقة في مشروع الإسكان الاجتماعي بالعبور. شلّت الفرحة تفكير الموظف الحكومي، وراح يستمع لنصائح مُحدّثه: «أنا من جهاز العبور، والإجراءات هتاخد وقت، هات 25 ألف جنيه معاك وقابلني بره الجهاز عشان أخلصلك بسرعة، ودي خدمة ليك إنت».
أسرع الموظف بتجهيز المبلغ دون أن يفكر في أن في الأمر خدعة، إذ إن موظف جهاز المدينة أخبره بكل البيانات وكأنه يقرؤها من كشف رسمي بين يديه، إذ أعاد عليه قراءة رقم إيصال دفع مقدمة الشقة وتاريخه والاسم بالكامل لزوجته التي قدمت باسمها الشقة، ورقمه في كشف التقديم ورقم المسلسل وإيصال الدفع. بينما فسر المدرس رغبة موظف الجهاز في رؤيته في الخارج بالحصول على عمولة أو «شاي» بلغة المصريين، نظير خدماته.
 


زفَّ المدرس البشرى لشريكة حياته، حاملا الـ25 ألف جنيه بين يديه، وبعد اتصالات عدة استقبله الموظف في منطقة قريبة من مبنى الجهاز، وهناك أخرج إليه كل المستندات المختومة التي تفيد حصوله على الشقة ومكانها ومواصفاتها، وكلها محررات تصدر عن الجهاز ووزارة الإسكان، وأعطاه إيصالا بالمبلغ كدفعة من ثمن الشقة، وأخبره بأن يأتي غدا للجهاز للاستفسار عن كيفية دفع باقي المبلغ من ثمن الوحدة السكنية.

 

«اسمك لسه ماجاش، إن شاء الله في الدفعة الجديدة هتاخد شقة» كانت الجملة التي نزلت كالصاعقة على رأس المدرس، ومع صدمته سأله موظف الجهاز المنوط به تسليم الشقق عن سر دهشته، ليخبره المدرس بأن شخصا قال إنه موظف بالجهاز أعطاه إيصالا وأوراقا تثبت حصوله على الشقة، وأخذ منه 25 ألف جنيه، وأبرز له تلك الأوراق التي طالعها موظف جهاز المدينة بعناية: «أيوه دي شبه أوراقنا بس دي مزورة مش تبعنا»، لينهار المدرس على أقرب كرسي قبل أن يسأل بعفوية: "وهو الشخص النصاب جاب بياناتي وبيانات زوجتي ورقمي منين؟". سؤال لم يجد المدرس الضحية الإجابة عنه.
 
 


بكل همومه وصدمته جلس المدرس المجني عليه أمام رجال المباحث بقسم العبور، محررا محضرا رقم (4403 جنح العبور)، بما حدث له وتفاصيل جريمة النصب المُحكمة، بينما تباشر أجهزة الأمن التحري لضبط النصاب ومعرفة كيفية حصوله على الأوراق ومعرفته بيانات العملاء والمواطنين، والإيقاع بهم.
 
 

كانت المفاجأة أن المدرس لم يكن الضحية الأولى، فقد وقعت العديد من قضايا النصب المماثلة لحاجزي الوحدات السكنية في مدينة العبور، دون القبض على المتهمين.
 
المدرس المجني عليه أكد أنه لم يتخيل وقوعه ضحيةً لنصاب بهذه الاحترافية. وأضاف لـ«التحرير»: «هو جاب بياناتي بكل الدقة دي منين؟ وكمان عرفت إن فيه ناس كتير اتنصب عليها بنفس الطريقة».
وأوضح ضحية النصب أنه انتظر لمدة 3 سنوات كاملة من أجل الحصول على شقة بالإسكان الاجتماعي بعد دفعه مقدمة الحجز، ومنذ ذلك التاريخ وهو يحصل على وعود بقرب حصوله على الشقة قبل أن يسقط ضحية في يد نصاب.
وطالب المجني عليه أجهزة الأمن بتكثيف جهودها لضبط الجناة، حتى لا تتكرر الجريمة مع آخرين، مشددا على ضرورة حل لغز حصول هؤلاء المتهمين على بيانات حاجزي الشقق وكيفية تسللهم إلى وثائق يُفترض أنها سرية.
مصدر أمني بمديرية أمن القليوبية أكد أن التحريات على قدم وساق للقبض على الجناة، وتقديمهم للعدالة.
وأضاف المصدر لـ«التحرير» أنه جارٍ الكشف عن كيفية وصول هؤلاء المتهمين للمجني عليهم، مناشدا المواطنين عدم التعامل مع أي شخص دون التأكد من هويته ووظيفته الرسمية، وأن يكون التعامل داخل المصلحة الحكومية وليس مع أي شخص أيًّا كانت وظيفته. 
هذا الخبر منقول من : التحرير