مفاجأة.. قطر تدشن سفارة بتل أبيب خلال أسابيع.. مصادر دبلوماسية: تنسيق متبادل بين المخابرات لاختيار المقر.. الإعلام العبرى: الدوحة تستورد قطع غيار معداتها العسكرية من إسرائيل.. وخطوط طيران مباشر بين البلدين
أكدت المصادر لـ«اليوم السابع»، أنه يجرى التنسيق مع الجانب الإسرائيلى
حاليا لاختيار مقر السفارة القطرية فى تل أبيب، على أن تفتتح السفارة
رسميًا خلال أسابيع قليلة، ويتم رفع العلاقات الدبلوماسية لأعلى مستوى.
يأتى هذا فى الوقت الذى يستمر فيه أمير قطر فى العناد مع الدول العربية،
رافضا وقف دعمه للإرهابيين وإيوائهم على أراضيه.
وحسبما أفات مصادر بارزة فى المعارضة القطرية فإن هناك بالفعل تمثيلا
دبلوماسيا وأمنيا لقطر داخل تل أبيب، حيث يوجد السفير «محمد العمادى»
المبعوث القطرى الخاص فى غزة ومسؤول لجنة إعادة الإعمار، الذى يعد بمثابة
سفير لقطر لدى إسرائيل، حيث أرسلته الدوحة إلى تل أبيب بحجة أن يكون وسيطا
بين إسرائيل وقطاع غزة لإعمار القطاع.
وينزاح يوميًا الستار عن العلاقات الخبيثة بين قطر إمارة الفتنة والإرهاب
ودولة الاحتلال الإسرائيلى، خاصة مع التصريحات المسربة الأخيرة لتميم بن
حمد أمير الدوحة التى أكد فيها وجود علاقات جيدة مع إسرائيل، وتصريحات وزير
خارجيته السابق خالد العطية، عندما قال «نحن وإسرائيل أخوة». وأكدت تقارير
إعلامية إسرائيلية على عمق العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين
قطر والاحتلال، واصفة إياها بالممتازة، مؤكدة أن خطوة فتح السفارات بين
البلدين باتت «مرتقبة».
ومنذ أن بدأت العلاقات القطرية ـ الإسرائيلية فى منتصف تسعينيات القرن
الماضى، تحرص الإمارة الخليجية طوال الوقت أن تكون هذه «العلاقة» دائمًا فى
الخفاء، فكانت سياسة الأمير السابق المنقلب على والده حمد بن خليفة آل
ثانى، أن يتم التعاون سرًا حتى لا يغضب جيرانه الخليجيين، ويظل خنجرًا فى
ظهورهم دون أن يشعروا، حتى جاء ابنه تميم واستلم العرش ليتغير شكل هذه
العلاقة لمراحل أكثر تعاونا ووضوحا ليس على المستوى التجارى والاقتصادى،
فحسب بل على المستوى الأمنى والاستخباراتى والسياسى.
وحسب الإعلام العبرى فإن هناك علاقات اقتصادية تربط بين الدوحة وتل أبيب،
بالرغم من احتضان قطر زعماء قادة حركة «حماس» الفلسطينية، مشيرة إلى أن تلك
العلاقات الاقتصادية تتم عبر وسطاء إقليميين.
وأوضحت صحف عبرية أن إسرائيل تصدر لقطر العديد من السلع والمنتجات، منها
معدات وماكينات، فى حين تصدر الدوحة لتل أبيب المواد الخام المستخرجة من
البترول التى تستخدمها إسرائيل فى تصنيع البلاستيك، مشيرة إلى أن حجم
التبادل التجارى بين الجانبين تخطى حاجز الـ7 مليارات دولار فى 2015.
وكشفت الصحف أن هناك علاقات عسكرية تربط إسرائيل وقطر، إذ تستورد وزارة
الدفاع القطرية من نظيرتها الإسرائيلية قطع غيار معداتها العسكرية للمدرعات
والدبابات، بالإضافة إلى أجهزة رؤية ليلية وكاميرات وأجهزة استشعار عن
بعد، مؤكدة أن %75 من صادرات إسرائيل للمعدات والآلات تستحوذ عليه قطر.
وفى سياق العلاقات الجيدة بين الجانبين؛ تستقبل قطرُ السياح الإسرائيليين
بشكل دورى، لتكون الدولة الخليجية الوحيدة التى تستضيف السياح الإسرائيليين
على أراضيها، كما أن هناك تبادلا تجاريا كبيرا بين الدولة العبرية
والإمارة الخليجية وفى المشروعات المشتركة، على رأسها مشروعات البنية
التحتية لتجهيز منشآت كاس العالم 2022 التى تتولى مسئوليتها شركات
إسرائيلية.
ولفت الإعلام الإسرائيلى النظر إلى زيارة أحد أمراء العائلة المالكة فى
قطر وهو خليفة آل ثانى بتكليف من أمير قطر السابق خليفة بن حمد آل ثانى فى
نوفمبر 2013، للتوقيع على عدة اتفاقيات، فى مقدمتها التكنولوجيا الحديثة أو
«الهاى تيك».
ووضع النظام القطرى السابق بزعامة الأمير الأب حمد بن خليفة، موطئ قدم
لتل أبيب داخل الخليج العربى من خلال افتتاح مكتب تجارى إسرائيلى وسط
العاصمة، ومنذ هذا التاريخ وقعت كل من الإمارة الصغيرة ودولة الاحتلال
العديد من الاتفاقات التجارية الضخمة، وأسهمت تل أبيب بشكل كبير فى إنشاء
قناة«الجزيرة» التى تُعَد «بوق» القطريين ضد جيرانها العرب التى يعمل بها
العديد من الإسرائيليين بجنسياتهم الأجنبية حسب مصادر رفيعة المستوى.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى من داخل الدوحة، مناهضة للنظام القطرى الحالى،
لـ«اليوم السابع» رفضت كشف اسمها خوفا من التنكيل بها، أن العديد من مسؤولى
وموظفى حكومة قطر إسرائيليون، يعملون داخل المؤسسات القطرية، ولكنهم يخفون
جنسيتهم الأصلية، لأنهم يدخلون البلاد بجوازات سفر لجنسيات أخرى، حيث يسهل
نظام الأمير الحالى تميم بن حمد، دخولهم ويسمح لهم بالعمل بحرية داخل
الإمارة.
وتقدم قطر خدمات أمنية لدولة الاحتلال، حيث تقوم بالوساطة حاليا مع حركة
«حماس» فى قطاع غزة من أجل إعادة جثث جنود إسرائيليين محتجزين فى القطاع،
وهو ما أكده المبعوث القطرى لغزة محمد العمادى خلال حوار سابق له، إذ تعتمد
تل أبيب على الدوحة بشكل كبير فى هذا الملف.
ووصل التعاون الأمنى بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى رأسها
«الموساد» وجهاز المخابرات القطرية ذروته خلال الفترة الأخيرة، حيث ساعدت
الدوحة فى تهجير يهود اليمن عبر مطارها الدولى، وذلك فى سياق الخدمات
الأمنية التى تقدمها قطر للكيان الصهيونى.
وحوَّل التعاون بين الدوحة وتل أبيب فى قطاع الصحة، الشعب القطرى، لفئران
تجارب، إذ كشفت مصادر أن هناك أطقم طبية إسرائيلية كاملة تعمل بالمستشفيات
القطرية، ومنها مستشفى «السدرة» ومستشفى «حمد» العام ومستشفى «العمادى»
الخاص، وتجرى تجارب طبية خطيرة على القطريين، وفى حالة إصابة أو موت المريض
ورفعه لقضية ضد تلك المستشفيات يعمل النظام القضائى التابع لتميم بحفظها.
وبيَّنت المصادر أن الأطباء الإسرائيليين فى قطر الذين يدخلون بتسهيل من
السلطات الأمنية القطرية للبلاد حولوا القطريين لـ«فئران تجارب»، حيث يتحكم
الإسرائيليون فى القطاع الطبى هناك.
وبجانب العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية بين الدوحة وتل
أبيب، هناك رحلات جوية بين العاصمتين، حيث أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية
«أركيع» عقب إعلان المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع
العلاقات مع «قطر»، ووقف رحلات الجوية معها وغلق جميع المنافذ البرية
والبحرية مع الدوحة، أن التعاون التجارى مع الخطوط الجوية القطرية مستمر.
ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مؤخرًا، أن الشركة الإسرائيلية ما زالت
تقيم علاقات تجارية مع قطر رغم الأزمة السياسية التى نشبت بينها وبين دول
خليجية وعربية، مؤكدة أن اتفاق التعاون مع الخطوط الجوية القطرية لن يتأثر
فى هذه المرحلة بالأزمة السياسية فى الخليج، وأن الاتفاق قائم دون أى
تغيير.
وأبرمت شركة «أركيع» اتفاقا تعاونيا مع شركة الخطوط القطرية عام 2005،
يتيح للمسافرين الإسرائيليين السفر مع الشركة «القطرية» من مدينة لارنكا فى
قبرص إلى وجهات عديدة فى الشرق الأٌقصى. وتظهر على موقع الشركة
الإسرائيلية معلومات هذا التعاون الذى تنقل بموجبه أركيع المسافرين
الإسرائيليين إلى لارنكا، ومن هناك يواصلون رحلتهم إلى الدوحة، ومن ثم إلى
الشرق الأقصى.
وكشفت المصادر أن الشعب القطرى يستنكر ممارسات النظام القطرى وسياساته
الخارجية وعلاقته المشبوهة مع كل من إسرائيل وإيران، ويعبرون عن ذلك من
خلال وسائل التواصل الاجتماعى بأسماء مستعارة خوفا من الملاحقات الأمنية.
وعلق الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار،
على العلاقات بين قطر وإسرائيل، مؤكدا أن تاريخ العلاقات القطرية
الإسرائيلية حافل بالتطبيع، فإلى جانب الاتفاقيات التجارية المعلنة بين
البلدين ومنها اتفاقية الجات، هناك تبادل للزيارات تتم بينهما فى تطبيع
فريد من نوعه بين الحكومة القطرية وحكومة إسرائيل.
ونوه «أبوالعلا» فى تصريحات لـ«اليوم السابع» إلى أنه فى عام 2013 تم نقل
60 من اليهود من اليمن إلى إسرائيل عبر الدوحة على الخطوط الجوية القطرية،
وتمت هذه العملية تحت رعاية دولة إسرائيل، وهو ما يبلور العلاقة الوطية بين
البلدين، لافتا إلى أن الحكومة القطرية لها علاقات غير عادية تصل إلى حد
التطبيع الكامل مع تل أبيب، لدرجة أن البعض قال فى كثير من الأوقات إن تل
أبيب تسيطر على دوائر الحكم فى العائلة الحاكمة بالدوحة.
وقال أيمن عبدالله عضو مجلس النواب: إن حكام قطر اعتادوا على حضور
احتفالية إسرائيل بذكرى 1948، وفكرة أن تقيم قطر علاقات دبولماسية كاملة مع
إسرائيل، بما فى ذلك تدشين سفارة للدوحة فى تل أبيب، أمر عادى وليس
غريبًا على دولة قطر، معتبرا نظام الحكم فى قطر واحدًا من أهم العملاء
لدولة إسرائيل على الإطلاق.