قضى اللواء محمود منصور، أكثر من 8 سنوات يعمل داخل أروقة جهاز المخابرات العامة القطرية، بتكليف من اللواء عمر سليمان، ضمن وفد مصرى ساهم فى تأسيس الجهاز بعدما كان مجرد دائرة حكومية، وتولى مسئولية تدريب المنتسبين للمخابرات القطرية، ومتابعة أعمال أفراده؛ ما أهّله لمعرفة كواليس الشارع القطرى، وجزء من منطقة الخليج العربى.
اللواء محمود منصور لـ«الوطن»: فيلم الجزيرة هدفه خلق تمرد داخل الجيش.. وفرز «جواسيس» للعمل لصالح الغرب
«الوطن» التقت «منصور» للحديث عن التطورات الأخيرة فى العلاقات «المصرية - القطرية»، خصوصاً بعد إنتاج قناة «الجزيرة» القطرية فيلماً يشوه صورة الجيش المصرى وجنوده، وهو ما وصفه بمحاولة «جر شكل لمصر».
«منصور» قال فى حواره مع «الوطن» إن «الفيلم» جرى تصويره بناءً على تكليف صدر عن اجتماع لمجموعة من أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وأنه بمثابة «كارت أخير» يستخدم لمحاولة إحداث محاولة تمرد داخل صفوف قواتنا المسلحة، ولو صغيراً، بهدف فرز «جواسيس» لتلك الأجهزة ينقلون ما يجرى بصفوف الجيش المصرى.
وأكد «منصور» أن أجهزة مصر ترصد جيداً اجتماعات الأجهزة التى تتحرك ضد البلد سواء فى جنيف أو أنقرة أو حتى داخل الأراضى الأمريكية، وأن بعضاً من محتوى تلك الاجتماعات موجود لدى القاهرة، وأن قناة الجزيرة القطرية لها أهداف مخابراتية أجنبية.
وأوضح «منصور» أن الجيش القطرى مكون من جنسيات مختلفة، مثله مثل منتخب كرة اليد القطرى الذى ظهر فى إحدى البطولات العالمية مؤخراً بقطرى واحد، وهو يضم مرتزقة من بنجلاديش، وإيران، وباكستان، والصومال، والهند، وأكثر من دولة.. إلى نص الحوار:
■ كنت ضمن فريق مصرى متخصص تم انتدابه لتأسيس جهاز المخابرات العامة القطرى.. حدثنا عن تلك المرحلة فى حياتك؟
- كان ذلك عام 1988، وواجبنا أن نحول هذا الجهاز من دائرة حكومية إلى جهاز متخصص، إلا أن المفاجأة بالنسبة لنا وقتها كانت وجود عاملين بالمخابرات القطرية من 13 جنسية ما بين «فراش، وسائق»، وغيرها، وهو ما دل على أن هناك «تهريجاً»، وعدم فهم لطبيعة عمل أجهزة المخابرات، وعالجنا الأمر خلال أول عامين من وجودنا هناك، ليتم «تقطير» الجهاز بالكامل، عدا المصريين، والسودانيين، لنعمل حتى عام 1996، بعد أن نفذ حمد بن خليفة أوامر السفير الأمريكى بإقالة والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى، وتولى هو مقاليد الإمارة لتبدأ عمليات التصفية داخل قطر، حيث تم اعتقال الكثير من المواطنين والضباط الأكفاء الذين دربناهم لمجرد أنهم ينتمون إلى قبائل موالية للشيخ «خليفة» الأمير الذى أقصاه ابنه عن الحكم.
رئيس وزراء قطر السابق موظف بمرتب فى «CIA».. والجيش القطرى مثل منتخب كرة اليد كله «مجنسين ومرتزقة»
■ بحكم خبراتك ومعلوماتك كيف رأيت نشأة قناة «الجزيرة» القطرية والدور الذى تلعبه؟
- مع بداية قناة الجزيرة، كنت أعمل داخل جهاز المخابرات القطرية، وهى شىء دخيل، وموجه من جانب المخابرات الأمريكية، لأنها كانت جزءاً من خطة إزاحة الشيخ خليفة بن حمد عن الحكم، وإنشاء القواعد الأمريكية فى قطر، وبدء تنفيذ خطة الربيع العربى على الأرض العربية، لتكون مسئولة عن التمهيد لبث روح التمرد والفوضى فى الناطقين باللغة العربية، ولمحنا ذلك منذ البداية، وحذرنا منه فى تقارير مكتوبة، لكن للأسف كان المسئول عن الجهاز هو الأمير الجديد حمد بن خليفة، الذى لم يكن يملك إرادة الحكم، لكنه منفذ لأوامر السفيرين البريطانى والأمريكى بالدوحة، وكلهم عملوا على نشر الفوضى فى الدول العربية، وتقسيمها إلى دويلات صغيرة يمكن السيطرة عليها، وتوجيهها لصالح الغرب.
■ وهل رصدت خلال فترة تأسيس الجزيرة اتصالات لمؤسسى القناة بعناصر مخابراتية أجنبية؟
- عصر عمل المخابرات تحت لافتة «مخابرات» انتهى منذ فترة طويلة، وتم استبدال غطاء العمل الاستخباراتى بواجهة صحفى أو إعلامى أو مراسل أو مذيع، وغيرها، إلا أن الإعلام وحده لا يكفى، وكان لا بد من فرض منظومة دولية قانونية تكفل للإعلاميين الحماية فى كل مكان لحمايتهم إذا تم الإيقاع بهم.
■ هل عملت أجهزة المخابرات على زرع عناصر لها فى «الجزيرة»؟
- بالفعل، الأجهزة زرعت عناصر فى «القناة»، كإعلاميين، وهؤلاء دربوا العاملين، بما يخدم الأهداف من وراء القناة.
مركز واحد فى «بنى سويف» يعادل 30 دويلة مثل قطر.. وأمريكا قد تفكر فى سحب «قواعدها» منها
■ تقصد الأمريكان؟
- أطراف من أمريكا وأوروبا الغربية.
■ وهل كان لهذا التدريب أهداف معينة؟
- تأكد أن الغربيين وأجهزة المخابرات لديهم أهداف، فهم لا يضيعون وقتهم فى العدم، ولا يستخدمون المال إلا لتحقيق مكاسب تخدم مصالحهم وأهدافهم الاستراتيجية.
■ من وجهة نظرك هل حققت الجزيرة «أهداف» تلك الأجهزة الاستخباراتية؟
- حققت أهدافها بالكامل، عدا على الأرض المصرية، لأن مصر فيها عدد من المتعلمين والمثقفين والإعلاميين الشرفاء الذين فضحوا المؤامرة مبكراً، ليخرج الشعب المصرى رافضاً لها، لأننا دولة، ومن الصعب أن نكون ألعوبة فى يد أى قوى فى العالم مهما كان حجمها.
الدوحة «بير بترول وفلوس».. وتستورد «أسلحة فاسدة» رغماً عنها وتوزعها على الإرهابيين.. والشيخ حسن آل ثانى يعلم سر عزل الشيخ خليفة من الحكم.. والفترة التى احتاجوا فيها لتمويل الأمير الحالى للمؤامرات انتهت
■ انطلاقاً من وجودك فى موقع الحدث نفسه وقت إنشاء «الجزيرة».. ما أدلة المؤامرة التى نتحدث عنها طوال الوقت؟
- أول خيوط التآمر كان إزاحة الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى، لأن حمد ابنه كان أخلص الأبناء إليه، وذلك بعد التهديد الذى وصله من حمد بن جاسم، وكان أحد الوزراء ثم أصبح رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية فى قطر، وبالمناسبة هو أحد العاملين بمرتب فى المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).
■ ما الرسالة التى تجعل أخلص أبنائك ينقلب عليك؟
- الرسالة كانت إن لم تتولّ الأمر بدلاً من والدك الذى يرفض طلب إقامة قاعدة عسكرية على أرض قطر، فإن أمريكا ستتولى إزاحة آل ثانى بالكامل عن الحكم، وتوليته أى قبيلة أخرى تراها الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ توجهاتها، وهذا الكلام يعرفه جيداً الشيخ حسن بن عبدالله آل ثانى، وكان رئيساً للمخابرات العامة القطرية قبل حدوث الانقلاب، وهو يقيم حالياً بقرية «أم صلال» فى قطر، وهو على قيد الحياة، ويستطيع أن يكذبنى إن لم أكن صادقاً.
■ هل هناك أدلة أخرى على ما تسميه «مؤامرة»؟
- الحملة المفاجئة التى تشنها الجزيرة تحت دعوى التحرر، وحرية الرأى، وأنظمة الحكم القائمة بشكل مفاجئ، وغير متدرج، وهو شىء لم يعتَد عليه المشرق العربى من «الجزيرة»، فى حين أن من يتجرأ ويقول شيئاً ضد قطر أو أميرها يكون مصيره السجن فى مكان لا يسمع أحد عنه شيئاً بعدها، فما درّسناه للقطريين عن أجهزة المخابرات لم ينفذ منه شىء سوى الشكل فقط، ولكن ظل المفهوم هو التعامل مع المواطنين بقسوة وعنف غير عادى، ما يجعل مواطنيهم غير قادرين على إبداء رأيهم على الإطلاق، خوفاً من العذاب الأكبر، فأحد أركان المؤامرة هو قطر، وبعض المراكز التى دربت بعض الشباب مثل حركة «6 أبريل»، كانت فى الدوحة، وصربيا، وأنقرة، ونيويورك، وواشنطن، ودربوهم على إحداث الثورات فى العالم العربى، وكان من بين الدارسين جنسيات تونسية ومصرية وأردنية وسورية وعراقية ويمنية وصومالية، فالمؤامرة واضحة. كما أن كونداليزا رايس، اعترفت أن أمريكا والغرب هم الذين صنعوا «الربيع العربى» وهناك اعترافات مماثلة من هيلارى كلنتون فى وقت حملتها الانتخابية، فضلاً عما كشفه دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، عن أن «هيلارى» كانت تمارس محاولة لإسقاط المنطقة العربية بالكامل.
■ وما رأيك فى «برومو» الفيلم الذى عرضته «الجزيرة» عن التجنيد الإلزامى فى مصر؟
- أرى أنه يأتى ضمن توجهات القناة السابقة والمعروفة لكل الأمة العربية والعالم، وكنت فى إحدى الدول الأوروبية فى جلسة مع شخصية مدنية أوروبية عادية، يتحدث عما يحدث فى المنطقة العربية نتيجة تأثير الإعلام، وضرب مثلاً على ذلك مرتبطاً بقناة الجزيرة، وقال «من الغريب أن يوجد فى العالم العربى بعد (الربيع) من يصدق ما يُقال فى هذه القناة»، وللعلم فكرة فيلم التجنيد الإلزامى بدأت باجتماع لممثلى «أجهزة مخابرات» فى الخارج، ومصر ترصد مثل تلك اللقاءات فى «جنيف وأنقرة وأمريكا» كويس أوى.
■ ولكن ما تعليقك على «فيلم الجزيرة»؟
- منظومة التجنيد التى يتحدث عنها الفيلم موجودة منذ ثورة 1952، وهى التى أتاحت لكل المصريين وأسرهم أن يشرفوا بأن أبناءهم أبطال يدافعون عن الوطن ويحمونه، وأن يكون كل مصرى مشاركاً بحق فى حرية وطنه وحمايته، وهذا شرف لا تملكه كثير من الشعوب التى تطبق منظومة التجنيد.
ثم إن منظومة التجنيد حققت لمصر شيئاً فى غاية الأهمية، وهو وجود كوادر علمية عالية المستوى من المهندسين، والأطباء، ودارسى نظم المعلومات، وغيرهم من التخصصات العلمية، ولا شك أن الأسلحة والمعدات الحديثة التى امتلكها الجيش المصرى فى السابق، تحتم أن تكون تلك الكوادر المكون الرئيسى للقوات المسلحة المصرية.
ولا شك أن الأنظمة الأخرى التى تعمل بنظام التطوع، حيث يتقدم البعض للتطوع كعسكريين يتحملون عبئاً اقتصادياً وبشرياً لا تحتاجه الجيوش، ولا تقدر عليه، فالجيوش فى كثير من بلاد العالم غير منتجة اقتصادياً ولكن العكس هو الحقيقة فى جيشنا، ومن ثم فإن الدولة تتحمل عبء المرتبات والمعاشات، ثم وجودهم فى صفوف قواتها، وهم فى أعمار لا تحتاجها القوات المسلحة الحديثة، ولكن التجنيد يأخذ من الشاب فترة زمنية محدودة يكتسب فيها الخبرة القتالية ثم يعود للحياة المدنية ليمارس حياته ويبقى تحت الاستدعاء عندما يحتاج الوطن لمجهوده وخبرته العسكرية التى اكتسبها، ثم لننظر إلى الإسرائيليين الذين يعتمدون على تجنيد كل الشعب الإسرائيلى، إناثاً وذكوراً، ونحن لسنا فى حاجة لذلك، فعددنا وصل لـ92 مليون إنسان، ووفرة الشباب لدينا تجعل جيشنا من أغنى جيوش الدنيا بأولاده المتعلمين، خصوصاً كادر المهندسين، والتخصصات التى نحتاجها للمعدات الحديثة بعد أن أصبحنا نعمل فى عصر الإلكترونيات، والحاسبات، والمعدات المعقدة، الأمر الذى يفرض على مصر أن تحافظ على منظومة التجنيد القائمة منذ أكثر من 60 عاماً، وأرى أن تكوين جيشنا مثالى وقوى.
حذرنا فى تقارير مكتوبة لقطر من توجيه المخابرات الأمريكية لـ«الجزيرة» لكن «حمد» كان ينفذ أوامر سفيرى «واشنطن ولندن»
■ إلى أى شىء تهدف الجزيرة من عملها حالياً ضد جيشى مصر والجزائر تحديداً؟
- هى تحاول هدم الكيانات العربية التى لا تزال تحتفظ بقوتها، وقادرة على صد مخططات الغرب فى المنطقة.
■ هل هو توجه خاص بها، أم أن الأمر إملاءات وتوجيهات من الخارج؟
- أؤكد أن زمن قناة الجزيرة انتهى، وكذلك زمن تميم بن حمد، الأمير القطرى الحالى، لأن الربيع العربى الأسود الذى فرضته كونداليزا رايس والمخابرات الأجنبية انتهى، ونحن الآن صحونا، وعندما نصحو فإن أى محاولة غربية تتم على الأرض العربية محكوم عليها بالفشل، ولن ينالوا أى نجاح يضر بالأمة العربية.
■ كانت «الجزيرة» تتبع منهج إثارة الشعب ضد الأنظمة السياسية فى الماضى.. الآن ما الدليل على توجهها ضد قواتنا المسلحة؟
- هم يستطيعون أن يروا «قفاهم» قبل أن يروا ما يحلمون به لقواتنا المسلحة، فهى غير قابلة للكسر، أو إحداث محاولات تمرد داخلها، ما يحدث الآن هو محاولة أخيرة لهم، بعدما حاولوا كثيراً مع المصريين وفشلوا، فهيلارى كلينتون نفسها قالت إن يومى 30 يونيو، و3 يوليو، كانا صدمة تاريخية لهم، لأن يوم 5 يوليو كان سيجرى الإعلان عن قيام الدولة الإسلامية على أرض سيناء، «إحنا منتظرين إيه تانى، تيجى تبصم لنا بصوابعها العشرة، الكلام ده مُسجل عنها وموجود على وسائل التواصل الاجتماعى»، فأمريكا وأصابعها فشلت فى دفع الشعب إلى التمرد ضد الدولة، وبالتأكيد ستفشل فى خلق أى تمرد داخل الجيش، فكما يعلم الشعب مصلحته يعلمها جنودنا، وحكومتنا مصرية من داخله، ورئيسها ابن مواطن مصرى ومن حى شعبى، ومن ثم نثق فى أن يصلح ما فسد قديماً.
■ كيف ترى توقيت عرض الجزيرة وبثها لهذا الفيلم عن التجنيد الإلزامى؟
- «الفيلم» جرى تصويره بناءً على تكليف صدر عن اجتماع لمجموعة من أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وهو بمثابة «كارت أخير» يستخدم لمحاولة إحداث محاولة تمرد داخل صفوف قواتنا المسلحة، ولو صغيراً؛ بهدف فرز «جواسيس» لتلك الأجهزة ينقلون ما يجرى بصفوف الجيش المصرى، وهو يمثل محاولة أخيرة قبل أن يتولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، لتفعيل خطة كان يديرها الرئيس باراك أوباما، فالأمريكان لا يدفعون شيئاً من جيوبهم، ولكن الأمير تميم من يدفع وينفذ أوامرهم فقط، وأؤكد لقراء جريدة «الوطن» أنهم فاشلون لا محالة، فهم يلجأون لـ«النواة الصلبة» لمحاولة إحداث ثغرة لإخراج عملاء، وجواسيس لهم، وحين يفكرون فى هذا؛ فإنهم يثبتون مجدداً أنهم أغبياء لا يعلمون حقيقة شعبنا، ورجالنا البواسل فى قواتنا المسلحة.
■ تقصد بحديثك أنهم يخلقون حالة تمرد لفرز عملاء وجواسيس لنقل أسرار ومعلومات لهم من داخل قواتنا المسلحة؟
- نعم.
■ لكن ظهر فى برومو الفيلم «زى مموّه» جزء من تفاصيله لا تستخدم فى مصر؟
- الزى المموه موجود فى كل مكان بالعالم، وليس مصر فقط، ومما لا شك فيه أن المؤامرة ملامحها واضحة، وأن تكليف تلك المهام يتم من الأجهزة الغربية، ويتحرك من جهة إلى أخرى.
■ وكيف يتحرك التكليف؟
- يبدأ الأمر بوضع فكرة، وهدف، ثم توضح أهدافها للمتعاونين معها، ثم يبدأ التنفيذ سواء كان بوسائل إعلامية، أو سياسية أو غيرها، وفى هذا الفيلم تحديداً، اكتشفت أجهزة المخابرات الغربية أن الوقت يمر منها بسرعة، وأنه لم يعد أمامها متسع من الوقت لتنفيذ مؤامرات متدرجة بفعل نجاح دونالد ترامب، وهو الذى كان مفاجأة لأجهزة المخابرات الأمريكية، فهو رجل أعمال له فكره الخاص، ولن يطبق، لأننا سنرى فكر الدولة وليس فكر الشخص، وفكر الدولة سيكون خليطاً منهما، ولكنه أقرب إلى الأهداف المصنوعة للدولة من قبل، وبالتالى فإن أفضل وسيلة لأجهزة الاستخبارات الأجنبية أن تخترق أسرع جهة تمكنها من الوصول إلى أهدافها، وهى القوات المسلحة، للوصول إلى مناصرين لفكرها، ولكن مسعاهم سيفشل بكل تأكيد.
■ وما تلك الأجهزة؟
- هى أجهزة يجتمع ممثلوها فى أمريكا، وجنيف، وأنقرة، ويجب أن تعلموا أن مصر ترصد تلك الاجتماعات وتعلم جزءاً مما يدور داخلها.
■ سبق أن ضغطت دول الخليج على قطر حتى تكف عن التحريض ضد مصر إلا أنها لم تتحرك هذه المرة.. هل معنى ذلك وجود تراجع فى العلاقات مع الخليج؟
- مصر تتعامل مع الدول العربية على أنها الأخ المسئول؛ ورغم الظروف التى حدثت تحت مسمى «الربيع العربى» وتأثر اقتصادنا بشكل ضخم وانضباط الحياة المصرية، فإننا استعدنا تماسكنا، ونتعامل مع الإخوة العرب بشكل منفتح، وبرؤية استراتيجية تكفل للأمة العربية سلامة حدودها، ومجتمعاتها، ومنع أى قوة إقليمية أو دولية من إحداث اختراق فى العالم العربى، فما يحدث من تغير الأحداث، وتأثر بعض الحكومات بأخبار تشاع فى وسائل الإعلام أو تفسيرات غير دقيقة تصل إليها نتيجة عدم إدراكها بتفاصيل تحركات الدولة المصرية، إلا أن المؤكد أن الدول العربية تعود لمصر، ولوحدتها فالفلسطينيون فى قطاع غزة تعاملوا مع مصر بجفاء، ونكران للتاريخ المشترك، ولكن فى النهاية لم يجدوا نصيراً إلا مصر، وهم يعودون حالياً إلى حضنها للبحث عن حل للقضية الفلسطينية.
■ هل تقصد «حماس»، و«الجهاد الإسلامى»؟
- نعم.
■ وهل ترى أن وحدة الأمة العربية قد تصبح حقيقة؟
- أقولها بكل ثقة «إن الأمة لن تجد لنفسها مفراً إلا أن تتوحد»، وقد حدثت محاولات خلال الفترة الماضية لكسر هذا المفهوم، إلا أن كل من يحاول من داخل الأمة العربية أن يتمرد على هذا المفهوم يجد نفسه لا يحقق مكاسب على أرض الواقع، إنما خزى، وعار، وخسائر، وأعتقد أن الواقع العربى، والمآلات المعرضين لها تحتم على كل القادة العرب أن يستظلوا بعلم جامعة الدول العربية، والتوحد فى الأهداف الاستراتيجية لتلك الأمة، وفى الجهود الثقافية، والإعلامية، والعسكرية، وغيرها من المجالات حتى نضمن لأنفسنا مكاناً تحت الشمس.
■ قلت إن وقت «تميم» انتهى.. لماذا؟
- لا شك أن الفترة التى احتاجوا فيها تميم لتمويل المؤامرات انتهت، ودونالد ترامب يدعى فى كل أقواله أنه «بيلم نفسه من العالم وهيحافظ على أمريكا من الداخل»، ولا شك أننا نرحب بذلك، وإذا حدث ذلك سيلغى اهتمامهم بإفساد حال دول العالم.
■ ولكن هناك 4 قواعد عسكرية أجنبية موجودة فى قطر؟
- ومن قال لك إن أمريكا لن تستغنى عن بعضها.
■ فى رأيك، هل سيحدث ذلك؟
- بعض تلك القواعد لا توجد لها «أى لازمة» فلماذا يبقى فى تلك المنطقة وهو يدخل فى صراع اقتصادى مع الصين، وروسيا؟
■ هل تتوقع وجود تغيير فى السياسة الأمريكية الخارجية فى هذا الصدد؟
- أؤكد ذلك، مهما كان هناك تباعد بين «ترامب»، والمنظومة الأمريكية، فإن أمريكا ستسحب كثيراً من أظافرها التى تنبش بها العالم الخارجى.
■ كل فترة تخرج قطر بفضيحة جديدة.. هل تعتقد أن هناك من يبحث خلفها؟
- قطر عبارة عن مدينة، و5 قرى، بينما مركز مثل «ببا» فى محافظة بنى سويف يتكون من مدينة برئاسة عقيد شرطة، و47 قرية، وأكثر من 100 عزبة، ما يعنى أن مثل هذا المركز يمثل 30 أو 40 دويلة مثل قطر، وأن عقيد مركز ببا يعادل أمير قطر، إلا أنه يتمتع بالشرف، والكرامة، وانتمائه للأمة العربية.
■ فى إحدى بطولات كرة اليد، لم يكن هناك سوى قطرى واحد فى فريق قطر.. هل ينطبق هذا الأمر على الجيش القطرى؟
- و«هو هيجيب منين؟»، نعم ينطبق؛ فهم مجموعة متطوعين مجنسين، بمعنى أصح «مرتزقة»، من دول مثل فلسطين وباكستان وأفغانستان وإيران وتايلاند وبنجلاديش، وبعض الدول الأفريقية مثل الصومال، وبعض القبائل، وقبائل أخرى ممنوعة من التطوع، فالجيش القطرى ليس لديه تسليح سوى الأسلحة الفاسدة فى بريطانيا، وأمريكا تحمل رغماً عنهم دون أن تستخدم ثم توزع على الإرهابيين بعد ذلك، وقطر ما هى إلا «بير بترول وفلوس»، فقط لا غير.