45 عاما على تأسيس “إمارة قطر" الخليجية في 3 نوفمبر 1971، هذه الفترة التي لا تساوى شيئا قياسا على حضارات الشعوب، ورغم قصر هذه الفترة من عمرها الا أن الانقلابات تعد هى أساس قيام قطر اذا لم يحدث أي عملية توريث للحكم بالرغم من أن نظام "الحكم بالوراثة" فى أسرة "آل ثانى"، واقتصر تولي السلطة على الانقلابات سواء بانقلاب الابن على أبيه والعم على اخيه، حيث شهدت قطر 6 انقلابات مهدت لتولي تميم بن حمد الحكم .
"صدى البلد" يرصد في هذا التقرير تاريخ الانقلابات في قطر منذ نشأتها.
في عام 1971 عندما استقلت قطر عن بريطانيا، بدأت المشيخة تحت حكم الشيخ أحمد بن على آل ثاني، الذي آثره أبوه بالإمارة بدلا من إعادته لابن أخيه خليفة بن حمد آل ثاني، واكتفى بتعيين خليفة وليا للعهد، لكن خليفة لم يهدأ حتى دبّر انقلابا لابن عمه، وكان الامر بمثابة انفراط لعقد الانقلابات في الدولة الواقعة على الشاطئ الشرقي من شبه الجزيرة العربي.
لم يهدأ ابن العم المغضوب عليه، حتى دبّر مكيدة أطاحت بابن عمه بانقلاب عسكري، في 22 فبراير 1972، وعمل بعدها على توطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده، الا أنه لم يدرك أن ما فعله بابن عمه سوف يفعله اقرب الأشخاص اليه وهو ابنه البكر حمد، فقد دبر الابن مكيدة لابيه اثناء سفره لإحدى الدول الاوروبية، وقام بتنصيب نفسه أميرا للبلاد، ولم يعلم والده حينها انه تم الاطاحة به الا من خلال إعلان الخبر في إحدى الاذاعات.
تزوج حمد الذي كان أكبر أبناء الشيخ خليفة، ثلاث مرات، زواجه الأول كان بابنة عمه مريم بنت محمد بن حمد آل ثان، وأنجب منها ابنين الأول فهد الذي فشل في الانقلاب على ابيه، والثاني مشعل، وزواجه الثاني من موزة بنت ناصر المسند وأنجب منها ثلاثة ابناء وهم "تميم الذي انقلب على ابيه انقلابا ناعما في 2013، وجاسم ومحمد"، وابنتين وهما، وهند والمياسة، أما زواجه الثالث فكان بابنة عمه نوره بنت خالد بن حمد آل ثاني، وأنجب منها “خالد وعبد الله ومحمد وخليفة والقعقاع”.
ومثّل زواج حمد بموزة بنت ناصر المسند، بحمد حلقة الوصل لاستمرار مسلسل الانقلابات داخل القصر، فقد كان والد موزة من أشد معارضي خليفة، فتم تزويج حمد بموزة مقابل امتيازات وسلطات غير عادية منحت إلى آل المسند، ، لكنها شكلت ضربة على حكم الشيخ خليفة نهائيا على المدى الأبعد، اذ عملت الزوجة على تحريض زوجها لينقلب على ابيه، واستعانت بالشيح حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق ليكتمل بذلك اضلاع مربع الانقلاب المنتظر
وفي 27 يوليو1995 كان قد غادر الشيخ خليفة قطر إلى أوروبا، وانقلب الابن على أبيه، ولم يكن يعلم الاب أن ذهابه خارج حدود الدولة سيخرجه عن الحكم نهائيا، وأن ابنه الذي كان يقبل يداه امام شاشات التلفاز سينقلب عليه، وأن زوجته هي من وضعت خطة الانقلاب بمساعدة رئيس وزراء والخارجية السابق.
انقلاب فاشل
بعد أن تمكنت موزة من ادارة القصر الملكي، سعى نجل حمد الأكبر الشيخ فهد لمحاولة انقلاب ضد والده عام 1996 للأخذ ثأر جده وانتقاما من زوجة الاب التي تفاقم نفوذها وسيطرتها الا أن محاولته فشلت وطُرد من سلاح الدروع القطري واتهم بأنه إسلامي متطرف، ووضع الابن ، الشيخ مشعل بن حمد، قيد الإقامة الجبرية وعزل “فهد ومشعل” من جميع المناصب بضغط من “موزة” حتى “يخلو الجو” لولديها جاسم وتميم”.
في أكتوبر عام 1996، جرى تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد، وهو الابن البكر للشيخة موزة، قبل التنازل في 2003 ولأسباب غير معلومة لأخيه تميم، الذي ما لبث أن وضع يده على مفاتيح السلطة، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء، وتبلورت سلطته أكثر مع إمساكه بملفي الدفاع والتسليح، ونيابة قيادة القوات المسلحة
وشهد صيف عام محاولة أخرى للانقلاب على حمد الا أنها فشلت ولم يستمر خبر الانقلاب على حمد بعدها اختفى تمامًا، وبرر المواقع الاخبارية بأن الخبر شائعة لم يتم التأكد منها، وألقى القبض بعدها على 30 من ضباط الجيش القطرى، ووضع “حمد” العديد من أفراد أسرته قيد الإقامة الجبرية، وعُرف اسم حمد بن جاسم
وفي صيف 2009 أعاد التاريخ نفسه، عندما انقلب الأمير تميم على أبيه حمد، واستلم الحكم بطريقة “ناعمة”، كما وصفتها أكثر من جهة دولية، وأنه عندما سمع الأمير الأخبار التي تشاع عن قرب الانقلاب، جعله يبادر إلى تسليم الحكم لولده تميم، وبذلك تمكن تميم، وبمساعدة والدته، الشيخة موزة، من تحقيق ما حققه والده من قبله، لا ستكمال سيناريو الانقلاب المتواصل بقطر.
هذا الخبر منقول من : صدى البلد