خطأ الشيخ الطيب بألف!



شاهدت إعلان مستشفى 57357، الذى أكد فيه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى لقائه مع وفد المستشفى فى 27 يونيو، أنها تمثل صرحًا طبيًا كبيرًا، وأشاد بخطة التوسع، والاهتمام بالبحث العلمى والنشء لحماية أطفال الأمة الإسلامية، لأنهم أملها ومستقبل نهضتها.
انتظرت أى تعليق من شيخ الأزهر على الكلام السابق سواء بالنفى أو التوضيح، ولكن لم يحدث.
لم ينتبه شيخ الأزهر إلى أن المتبرعة الرئيسية لمستشفى 57357 هى المواطنة المسيحية المصرية الراحلة علا غبور.. هذه السيدة المصرية التى بدأت مسيرتها فى مساندة مرضى الأورام فى أوائل التسعينات فى المعهد القومى للأورام، وساهمت فى تأسيس جمعية أصدقاء معهد الأورام التى تولت تأسيس مستشفى 57357 كأكبر مستشفى لسرطان الأطفال فى الشرق الأوسط، وتولت منصب أمين عام مؤسسة مستشفى 57357. فضلاً عن دورها فى مساعدة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، ومستشفى أبو الريش للأطفال، ومؤسسة سرطان الثدى فى مصر، ومؤسسة مجدى يعقوب للقلب. 
وخلال هذه المسيرة، أصيبت بسرطان الرئة، ولم يتم اكتشاف المرض إلا فى مراحله المتأخرة.. والتى أدت إلى وفاتها.
لا أستطيع أن أبرر لشيخ الأزهر بعض تصريحاته التى تفتقد للدقة، والتى تسبب (بلبلة) وطنية لا لزوم لها. كما فعل قبل ذلك فى تصميمه على عدم تكفير تنظيم داعش الإرهابى، الذى يبتكر فى تصوير أساليب جديدة للقتل الدموى والوحشى بشكل لا يقبله دين أو تتسق معه عقيدة. وأهمل شيخ الأزهر ما يقوم به داعش من قتل المسلم المختلف معه.
يصمم شيخ الأزهر دائمًا على البقاء فى المنطقة الرمادية بشكل يجعله لا يحسم العديد من الأمور الواضحة، على غرار نفيه التام لوجود إرهابيين أو متطرفين أزهريين. ولم يوضح لنا من أى جامعة تخرج عمر عبد الرحمن (مفتى الإرهاب فى الثمانينيات) وعبدالله عزام (معلم أسامة بن لادن). بالإضافة إلى طلاب جامعة الأزهر المتهمين فى قضية اغتيال النائب العام.
تناسى شيخ الأزهر.. أن إدانة أفراد ينتمون لمؤسسة الأزهر التى يرأسها لا تعنى إدانة المؤسسة العريقة، ولكنها تعنى وجود خلل فى البنية التعليمية.. يحتاج إلى مراجعة وتقويم.
نقطة ومن أول السطر:
الأزهر والكنيسة والقوات المسلحة المصرية هى فى تقديرى تمثل مثلث مؤسسات الدولة المصرية التاريخية العريقة، وهى بهذا المعنى شأن وطنى لكل مواطن مصرى.