خبراء الطيران: تحقيقات مطار شارل ديجول وخبايا الصندوقين تحمل أسباب الحادث
نيفين أشرف
اقترب المحققون من الكشف عن أسباب تحطم الطائرة المصرية المنكوبة، التي سقطت في البحر المتوسط في 19 مايو الماضي، بعدما أعلن اليوم عن انتشال الصندوق الأسود الثاني، وذلك بعد 24 ساعة فقط من استخراج مسجل قمرة القيادة وهو الجزء الأهم في الصندوق الأسود الأول للطائرة.
وكانت السفينة التابعة لشركة "ديب أوشن سيرش"، انتشلت الجهاز المسجّل، على عدة مراحل بعدما وجده فريق البحث في حالة تحطم، وأوضح بيان لجنة التحقيق أن أجهزة السفينة "تمكنت من انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل".
وأكد خبراء الطيران، أن العثور على الصندوق الأسود سوف يعطي مؤشرات قوية للتعرف عما أصاب الطائرة المنكوبة، وأشاروا إلى أن تحطم الغلاف الخارجي للصندوق لا يعني بالضرورة تعرض الطائرة للإنفجار، وإنما قد يرجع ذلك إلى قوة الارتطام.
اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، مستتشار أكادمية ناصر العسكرية العليا، أكد أن الصندوق الأسود يعد أحد الوثائق الرئيسية للتعرف على أسباب سقوط الطائرة، مشيرًا إلى أن العثور على الجزء الثاني من الصندوق سوف يظهر إذا كانت الطائرة سقطت في حالة اضطرارية، من عدمه.
وأوضح، أن تحطم الصندوق لحق بالجزء الخارجي فقط، وإنما الجزء الخاص بالذاكرة فإنه في حالة جيدة تسمح باستخراج البيانات، لافتًا إلى وجود العديد من التقنيات الحديثة التي بإمكانها استخراج البيانات حتى وإن تعرض الجزء الهام في الصندوق إلى التلف.
وعن إحتمالية تعرض الطائرة لحادث إنفجار، قال حلبي، إنه من المبكر تحديد ما تعرضت له الطائرة المنكوبة، خاصة في ظل عدم توافر الأدلة، مضيفًا أن تحطم جزء من الغلاف الخارجي لا يعني انفجار الطائرة، وإنما لابد من توافر البيانات اللازمة قبل الوقوف على أية فرضيات.
واتفق معه اللواء طيار جاد كريم نصر، رئيس شركة الطائرات المصرية سابقًا، حيث أكد أن الصندوق الأسود من أهم الدلائل والبراهين الرئيسية التي يمكن الاستناد إليها إذا كان في حالة جيدة.
ونوه إلى أن الصندوق الأول يقوم بتسجيل محادثات النصف ساعة الأخيرة بين قائد الطائرة وأبراج المراقبة، بينما يقوم الصندوق الثاني بتسجيل معلومات خاصة بالطائرة نفسها مثل سرعتها ووقت صعودها، وبالتالي فإن هذه المعلومات بإمكانها أن تعطي نتيجة قوية في سير التحقيقات بالتعاون مع المعلومات المتوافرة بسجلات الطائرة وتحقيقات مطار شارل ديجول.
وأكد نصر، أن تحطم الصندوق لا يشترط بالضرورة تعرض الطائرة للانفجار، وإنما قد يكون نتيجة ارتطام الصندوق بالأرض من ارتفاع عالٍ، لافتًا إلى وفقًا لما قالته اللجنة فإن وحدات الذاكرة تبدو سليمة.
من ناحية أخرى، صرح اللواء الطيار عبد الحكيم شلبي، أن إيجاد الصندوق الأسود سوف يعطي مؤشرات قوية حول ما تعرضت الطائرة المنكوبة وأسباب اختفائها، منوهًا إلى أن تحطم الجزء الأول من الصندوق أمر مشكوك في صحته في ظل غياب أدلة ملموسة تجزم بذلك.
ويرى شلبي، أن الاحتمال الأقوى حاليًا هو تعرض الطائرة إلى حادث تفجيري بصاروخ أو قنبلة، مؤكدًا أنه لا يمكن اختفاء الطائرات عن الرادار بشكل مفاجئ إلا في حالة إنفجارها، مضيفًا أن الجزء الثاني من الصندوق سوف يحمل مؤشرات أقوى للتعرف على أسباب سقوط الطائرة.