بقلم: نيافة الأنبا باخوميوس
الكنيسة تواجة الان امرا خطيرا جدا هو بدعة اللاطائفية انها طائفة جديدة تحمل خداعا كبيرا جدا يخدع فية ابنائنا البسطاء و ليس هذا القول نوع من التحامل او الكراهية او التعصب بل نحن نتحدث عن الواقع ان بدعة اللاطائفية هى نوع من الثعالب الصغار التى يكمن ان تفسد الكرم
و ما هى خطورة اللاطائفية
ترك العقائد الايمانية الهامة جدا فى ايماننا الارثوذكسى مثل : الايمان بالفداء و الثالوث و المعمودية و الاسرار
معنى اللاطائفية
هو ترك هذة العقائد و اهمال الحديث عنها مثل من يقوم بالدعاية لاحد المنتجات بحيث نرى الاعلان عنها فى كل مكان و دون ان ندرى نترك المنتج الاخر الذى اهملنا الحديث عنة فالطفل الذى يذهب الى مكان لا طائفى لا يرى فية شورية ولا قربان ولا ايقونة
ولا كاهن كيف يرتبط بالارثوذكسية ؟
من بين الخطورة اللاطائفية الاهمال فى التراث المسلم لنا من الاباء القديسين و تراث اقوال الاباء و تفسيراتهم و تراث الكنيسة و خصوصا القرون الخمس الاولى ولا شك ان اللاطائفية تنسى اولادنا التراث الذى تسلمناة
الارثوذكسية تزرع فينا الانتماء بينما اللاطائفية تقود الى عدم الانتماء و الكنسى حيث يصير الانسان بلا هوية لان اللاطائفية معناها ذوبان الكل فالكنيسة الارثوذكسية هى الكنيسة الام و هى الكنيسة الوطنية بينما الارساليات الاجنبية حضربت الى مصر فى ظروف خاصة فى القرن 19
و من الامور المهمة ان ينتمى اولادنا الى التراث القبطى الاورثوذكسى و لولا دماء الشهداء و لولا جهاد مدرسة الاسكندرية من اجل الايمان ما كنا مسيحين
فكر اللاطائفية هو خداع البسطاء من المسيحيين بادعاء اننا كلنا واحد فى المسيح و ان هذة الجمعيات اللاطائفية مثل )جمعية خلاص النفوس (تدعى انها ترعى النفوس من جميع الطوائف بدلا من هلاك هذة النفوس كما ان خداع هذة النفوس يأتى ايضا من نشر احصاءات مبالغ فيها عن اعداد غير حقيقة لا تمثل الواقع ارتدوا عن الايمان المسيحى و لذا فان الجمعيات اللاطائفية تقوم بالعمل الرعوى بدلا من هلاك هذة النفوس
من خطورة اللاطائفية انها تجعل الانسان يعرج بين الفرقتين لان كثير من ابنائنا يحضرون الى الكنيسة و يذهبون الى تلك الجمعيات ايضا او الاماكن البروتستانتية لسماع عظة مشبعة
ان المبدء الانجيلى واضح و هو ان الانسان يعرج بين الفرقتين و اللاطائفية هو نوع من التعريج بين الفرقتين فالانسان يحضر الكنيسة و يتعلم الصلاة بالاجبية و التشفع بالقديسين ثم يذهب الى الجماعات البروتستانتية و يصلى بالطريقة الخمسينية
اللاطائفية تنسينا الاهتمام بالفكر اللاهوتى فيدخل الينا الكثير من الهرطقات التى تنسينا الايمان المسيحى و ما هو الحال لو دخلت اللاطائفية فى وقت اريوس ؟ و هل يمكن ان يخلص الاريوسيين او شهود يهوة او السبتيين ؟
و هل يمكن ان نقول : كلنا واحد فى المسيح و نرفض الحديث عن يسوع المسيح الفادى و المخلص ؟ و لم يوجد اثناسيوس لسادت الاريوسية و كيف لا نتحدث عن جهاد اتناسيوس ضد الاريوسية ؟
اللاطائفية تعتمد على العواطف و العواطف تتغير من وقت الى اخر و من مؤثر الى مؤثر .. بينما العقيدة لا تتغير المكان و الزمان و الظروف و لذلك يجب ان يبنى السلوك على العقيدة التى لا تتغير
اللاطائفية تدخل مسميات كثيرة بدعوى التمسك بحقوق الانسان و الاساس هو منطق بشرى و ليس اساس لاهوتى و ذلك مثل موضوع الكهنوت المرأء الذى يعتمد على حقوق الانسان و ليس على اساس الفكر اللاهوتى حيث لم تكن العذراء لها كهنوت
اللاطائفية تفتت المجتمعات المسيحية و تفقدها وحدة الايمان وو حدة العقيدة و تتجاهل الكثير من النصوص الكتاب المقدس )الخاصة بالتناول و المعمودية و الاسرار( ان ربنا يسوع يتعامل بحزم و قوة مع من يرفض نصوص الكتاب من لا يتناول من جسدة و دمة فليس لة حياة و من لا يعتمد من الماء و الروح لا يدخل ملكوت السموات
و اذا ما نحن اردنا ان ننقذ اولادنا من خداع اللاطائفية فنحن امام ثلاث محاور :
العظة المؤثرة
يحب ادخال العظة فى كل قداس و ان تكون معدة اعدادا جيدا و ان تكون مشبعة و مفيدة و مؤثرة لان كثير من ابنانا يذهبون الى طوائف بدعوى سماع عظة مشبعة و لذلك يجب ان تشمل العظة البعد اللاهوتى و البعد الروحى و البعد التأثيرى خلال الاطار الارثوذكسى و لنا مثال و قدوة فى ذلك عظات المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث
الترنيمة المؤثرة
الترانيم حلوة و مشبعة و مريحة للانسان و تسد احتياجات الانسان و تعبر عن المشاعر الداخلية و لذلك يجب ان نعطى اهتماما للترانيم المؤثرة فى الاجتماعات الروحية و فى المؤتمرات و فى اللقاءات الروحية و ان تكون الترنيمة ارثوذكسية بمعنى انها تحوى ما تؤمن بة الارثوذكسية
الرعاية المؤثرة
كثير من ابنائها تركوا الكنيسة بسبب ضعف الرعاية او انعدامها و لذلك يجب ان تكون الرعاية مؤثرة سواء فى ابعادها الثلاث )الرعاية الروحية و الرعاية الاجتماعية و الرعاية المادية (او فى شمولها كل احد و فى كل الاعمار و فى كل مكان و كل شارع و كل حارة و كل قرية و لا شك ان الرعاية المؤثرة تبحث عن الخروف الضال و تستردة و تهتم بكل احد لتخلصة و لذلك الحاجة ماسة الى التركيز الرعوى الشديد جدا
و فى النهاية نقول ان البنيان الروحى و الفضائل المسيحية لابد ان تبنى على اساس العقيدة و معروف ان الكنائس الارثوذكسية التى تأسست على اساس العقيدة هى الكنائس التى تثبت و دامت بعكس الطوائف التى تحررت من العقيدة و الكنيسة مملوءة بالطاقات و المواهب التى يجب ان نستغلها لنذهب و نكرز و نرعى و نخدم كل نفس فى كل مكان و لكن يجب تقديم الاسرار و الخدمات الكنسية بطريقة تاثيرية فى اطار الطابع الارثوذكسى
و ها هى الوصية الانجيل لنا لمواجهة خطر اللاطائفية التى تجاهلت الكثير من نصوص لكتاب المقدس:
"و اما انت فاثبت على ما تعلمت و ايقنت عارفا ممن تعلمت "
"يا تيموثاوس احفظ الوديعة معرضا عن الكلام الباطل الدنس و مخالفات العلم الكاذب الاسم "
"و لكن من تعدى و لم يثبت فى تعليم المسيح فليس لة اللة و من يثبت فى تعليم المسيح فهذا لة الاب و الابن جميعا ان كان يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوة فى البيت ولا تقولوا لو سلام "