«على
وفاطمة».. بطلان لقصة عشق محرمة.. نظرات الإعجاب الأولى تلاقت فى مسيرة
إخوانية، لتفتح الباب أمام جنون النزوات وشطحات العشق الحرام.. الأمر لم
يتوقف عند حد اللقاءات المحرمة، بل تطورت العلاقة سريعاً ليتحول زوج فاطمة
إمام المسجد الطيب إلى عائق أو عبء لا تحتمله العلاقة التى كانت فى حاجة
إلى قربان من الدم.
القاتل تربص بالضحية وضربه بمقص حديد فشطر رأسه إلى نصفين
وجرب
«على» حظه مرة.. تربص بالزوج وضربه على رأسه لكنه أفلت بأعجوبة.. أصيب فقط
ولم تؤد الإصابة إلى وفاته.. مر عام قبل أن يعيد العاشقان الكرَّة.. فعلها
«على» هذه المرة بدقة مستخدماً مقصاً حديدياً وهوى بكل قوته على رأس الزوج
فشطره إلى نصفين.
البداية
كانت منذ عامين، نشأت بينهما علاقة غير شرعية وتعددت اللقاءات الجنسية
بينهما وانتهت بالتخطيط لقتل الزوج على يد العشيق، وانتظر العشيق ضحيته
السبت الماضى أمام منزله بالحى السادس بمدينة 6 أكتوبر، وفى وقت متأخر من
الليل وعقب عودة المجنى عليه من عمله تعدى عليه بمقص حديدى وضربه على رأسه
ولم يتركه إلا جثة هامدة. أحداث القصة، كما جاءت فى تحريات المباحث
وتحقيقات النيابة وأقوال المتهمين، بدأت فى صيف عام 2014، بلقاء جمع بين
المتهم «على إبراهيم» 26 سنة، عامل، والمتهمة فاطمة محمود حسن، 33 سنة،
أثناء مشاركتهما فى مسيرة لتنظيم الإخوان الإرهابى، بالحى السادس بمدينة 6
أكتوبر، وانتهى اللقاء بتعرف كل منهما على الآخر وتبادل أرقام الهواتف
الشخصية.
المتهم: «حاولت قتل زوج عشقيتى منذ عام وفى المرة الأخيرة كانت النهاية»
وعقب
مرور أسبوعين تلقى المتهم اتصالاً من المتهمة وطلبت مقابلته، وخلال الحديث
بينهما أخبرته بإعجابها به وبسرعة توالت الأحداث وجمع بينهما لقاء جنسى
عقب خروج أبنائها الثلاثة إلى المدرسة وذهاب زوجها إلى العمل، واستمرت
العلاقة لمدة عام، وبعد ذلك اتفق الاثنان على التخلص من زوجها «طلعت
عبدالعاطى» 48 سنة، إمام مسجد، وبالفعل، توجه المتهم إلى منزل المجنى عليه
الذى يقع فى العقار رقم 102 بعمارات أبوالوفاء بالحى السادس بمدينة 6
أكتوبر، واختبأ فى مكان مهجور حتى حضر المجنى عليه من عمله فى وقت متأخر من
الليل، وتعدى عليه المتهم بالضرب بآلة حادة، مما أسفر عن إصابة المجنى
عليه بجرح قطعى فى الرأس، ولم يمت الضحية فى تلك الواقعة.
وعقب
ذلك قرر المتهمان تغيير الخطة، وبدأت المتهمة فى اختلاق المشاكل وطلبت
الانفصال عن زوجها عدة مرات، ولكن والد المتهمة رفض وعقب ذلك هربت من
المنزل، وتقابلت مع المتهم الذى استأجر شقة لها فى الحى السادس بأكتوبر،
واستمرت المتهمة فى الإقامة معه لمدة شهرين، وبعد ذلك عادت إلى منزل زوجها
وقالت إنها كانت تقيم مع إحدى صديقاتها، فقرر والدها حبسها فى منزلها
ومنعها من الخروج من المنزل، مما دفع المتهمة للاستعانة بنجل شقيقها «مصطفى
إبراهيم» 18 سنة، لمساعدتها فى مقابلة عشيقها، واستمرت العلاقة بينهما..
حتى جاء يوم السبت الماضى وكانت ساعة الصفر لتنفيذ الجريمة.
توجه
المتهم إلى شقة المجنى عليه فى تمام الساعة الحادية عشرة مساء وانتظر
قرابة ساعتين، واستغل حالة الهدوء التى تسود المنطقة، وتعدى على المجنى
عليه بالضرب «بمقص حديد»، وسدد لرأس المجنى عليه عدة ضربات بالمقص حتى
انشطر رأسه إلى نصفين، وتمكن من الهرب، وأرسل رسالة هاتفية على تليفون
المجنى عليه.. تضمنت «إحنا مش هنسيبك.. وبنات الناس مش لعبة»، حتى يبعد
الشك عن زوجته.
الجريمة
لم تنته فعقب العثور على جثة المجنى عليه مقتولاً، انتقل فريق من مباحث
الجيزة، تحت قيادة اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث والعميد
محيى سلامة رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، والمقدم فوزى عامر رئيس
مباحث قسم أكتوبر ثانٍ، وأجرت القوات معاينة لجثة المجنى عليه وتبين أن رأس
القتيل مشطور إلى نصفين، وبفحص هاتفه عثر على رسالة من رقم مجهول، وبدأت
القوات فى مناقشة أسرة المجنى عليه، واستجوبت زوجته وأولاده الثلاثة، وتبين
أنهم لم يكونوا فى المنزل أثناء وقوع الحادث وأنهم فى منزل جدهم، فى منطقة
بولاق الدكرور، وأنهم علموا بمقتل المجنى عليه من الجيران.
تم
تشكيل فريق بحث وتحرٍ قاده العميد أحمد البيلى مفتش مباحث أكتوبر
والواحات، والمقدم فوزى عامر رئيس المباحث، والنقيبان عمرو مسعد وكريم
أبوالعباس، ومن خلال مناقشة الشهود توصلت القوات إلى مواصفات المتهم وتتبعت
خط سيره، وتم عمل عدة أكمنة ثابتة ومتحركة، وتم ضبط المتهم، وبمواجهته
اعترف أمام اللواء خالد شلبى بارتكابه الواقعة قائلاً: «قتلته.. علشان
ماكانش عايز يطلق مراته.. وأنا كنت عايز أتجوزها علشان هى بتحبنى وأنا
بحبها.. واتفقنا على الجواز بعد ما المجنى عليه يطلقها.. بس هو رفض.. علشان
كده قتلته». انطلقت قوة من المباحث تحت قيادة العميد محيى سلامة رئيس
المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، إلى منزل زوجة المجنى عليه، وتم إلقاء
القبض عليها وبمواجهتها بأقوال المتهم أنكرت فى بداية الأمر، وبتضييق
الخناق عليها، اعترفت بأنها ساعدت المتهم بالاشتراك مع نجل شقيقها فى
التخطيط لقتل زوجها، وتم ضبط نجل شقيقها هو الآخر بتهمة التخطيط لقتل زوج
عمته، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطر المستشار ياسر التلاوى المحامى العام
الأول لنيابات جنوب الجيزة، وباشر التحقيقات وانتقل للواقعة رئيس نيابة
حوادث جنوب الجيزة، وقررت النيابة تشريح جثة المجنى عليه لبيان سبب الوفاة،
وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وسجلت النيابة اعترافات المتهمين فى
التحقيقات، وعقب ذلك تم اقتياد المتهمين إلى مسرح الجريمة ومثَّل المتهم
كيفية تنفيذها، وقررت النيابة حبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات،
بتهمة القتل العمد، واستعجلت تقرير الطب الشرعى الخاص بالمجنى عليه،
تمهيداً لإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية العاجلة.