وفي حال حدوث تحطم للطائرة، تتضرر سمعة الشركة، ما يقلص قيمة علامتها التجارية، ويثير الريبة والشك لدى المواطنين عند اختيارها، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع حجوزاتها، كما تتفاقم خسائرها بسبب تكاليف إعادة شراء طائرة جديدة، وتكاليف التعويضات المادية لأسر الضحايا. وتعمل شركات التأمين على دفع تعويضات مالية لأسر الضحايا، كتعويض عن الأضرار النفسية والمادية التي تصيبهم بسبب فقدان أحد أعزائهم في مثل تلك الحوادث الأليمة. وشهد العام الماضي واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ الطيران الروسي، والتي وقعت في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد تحطم طائرة الإيروباص A321 التابعة لشركة "كوغاليم آفيا" في سيناء المصرية في أثناء قيامها برحلة من شرم الشيخ إلى سانت بطرسبورغ الروسية، جراء عمل إرهابي، وأودت الحادثة بحياة جميع ركابها البالغ عددهم 217 راكبا، من بينهم 25 طفلا، وطاقم الطائرة المكون من 7 أفراد. ومن المتوقع أن تدفع شركة التأمين تعويضا لأسرة كل ضحية تبلغ قيمته نحو 7 ملايين دولار، بعد الانتهاء من التحقيقات بشكل نهائي. كما تحطمت طائرة إيرباص A320 تابعة لشركة "غيرمان وينغز"، الجوية الألمانية، كانت متوجهة من برشلونة إلى دوسلدورف، في 24 مارس من عام 2015، تحطمت في جبال الألب الفرنسية، وقُتل 150 شخصا كانوا على متنها. وقامت شركة التأمين بدفع تعويضات لأسرة كل ضحية بقيمة بلغت نحو 2.24 مليون دولار. وفي 8 مارس عام 2014، فقد أثر طائرة بوينغ 777، رقم رحلتها "MH 370" التابعة للخطوط الجوية الماليزية، بشكل غامض بعد ساعة من إقلاعها من كوالالمبور متجهة إلى بكين. وعلى متنها 239 شخصا. وعوّضت شركة التأمين أسر الضحايا، بدفعها مبلغ 3 ملايين دولار عن كل فرد قضى في هذه الكارثة الغريبة من نوعها في حوادث الطيران. وفي وقت سابق، ليس بالبعيد، تحطمت طائرة ركاب من طراز "بوينغ 737-800"، تابعة لشركة "فلاي دبي" الإماراتية، أثناء هبوطها في مطار مدينة روستوف الروسية على نهر الدون، السبت 19 مارس الماضي، ما أسفر عن مقتل 62 شخصا كانوا على متنها، بمن فيهم الطاقم. وقامت شركة التأمين بدفع تعويض أعلنت أنه مبدئي، بلغت قيمته نحو 1.23 مليون دولار لأسرة كل ضحية كان على متن الطائرة المنكوبة. واستفاقت مصر اليوم 19 مايو، على خبر حادث أليم، مفاده تحطم الطائرة المصرية التي كانت تقوم بالرحلة MS804 من مطار شارل ديجول بباريس إلى القاهرة، وعلى متنها 66 شخصا، بعد أن اختفت من شاشات الرادار قبل 20 دقيقة من الوقت المحدد لهبوطها، وذلك بعد دخولها المجال الجوي المصري. وتشير التوقعات إلى أن شركة التأمين ستدفع تعويضا ماديا عن كل شخص لقي مصرعه في هذه الكارثة، تبلغ قيمته قرابة الـ 20 ألف دولار. يذكر أن سبب تحطم الطائرة، إن كان أمنيا، أو فنيا، أو داخليا، إلى ما هنالك، يلعب دورا أساسيا في تحديد قيمة التعويضات المادية التي تدفعها شركات التأمين لأسر الضحايا. وتجدر الإشارة إلى أن التعويضات تختلف حسب الجنسيات، فشركات التأمين تدفع تعويضا عن كل أمريكي يقتل في حادثة تحطم طائرة، نحو 4.5 مليون دولار كحد أقصى، وعن البرازيلي نحو 2.5 مليون دولار، وعن الكندي نحو 1.7 مليون دولار، وعن الأوروبي زهاء 1.5 مليون دولار، وعن الصيني 500 ألف دولار.
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز