قطر والتدخل العسكري في بلاد العرب.. ضد مصر ومع تركيا



لم تنتهِ تركيا، من أزمتها مع روسيا بعد إسقاطها مقاتلة الأخيرة على الحدود التركية السورية، حتى دخلت في صراع جديد مع العراق ولكن هذه المرة على الأرض بعد إعلانها دعم قواتها الموجودة في الموصل بآليات عسكرية جديدة.
 
الأزمة التركية العراقية، ليست بجديدة، ففي أغسطس الفائت اعترضت بغداد على قصف الطائرات التركية لمناطق في شمال العراق، وأيدته في ذلك الطلب جامعة الدول العربية، غير أن دولة قطر رفضت بيان الجامعة العربية ودعمت أنقرة في القصف.
 
موقف قطر الداعم للتدخل العسكري التركي في شمال العراق، جاء مغايرًا تمامًا لموقفها الرافض لبيان جامعة الدول العربية المؤيد للضربات الجوية المصرية التي شنتها على معاقل تنظيم داعش في ليبيا بعد مقتل 20 مصريًا ذبحا على يد التنظيم الإرهابي المتطرف.
 
القاهرة والدوحة
اجتمع مجلس الجامعة العربية، في فبراير الفائت، وأصدر بيانا أيدَّ من خلاله الضربات الجوية المصرية في ليبيا، إلا أن دولة قطر أبدت اعتراضها على البيان ورفضت التوقيع عليه.
 
السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية آنذاك، قال إن رفض قطر التوقيع على البيان يكشف عن مواقفها الداعمة للإرهاب، وهو ما تبعه من استدعاء للسفير القطري لدى القاهرة للتشاور.
وتشهد العلاقات المصرية القطرية، توترًا ملحوظًا وصل إلى حد سحب السفراء، بسبب موقف قطر الداعم لجماعة الإخوان المسلمين واحتضانها عددا من قيادتها الهاربين والصادر بحقهم أحكامًا جنائيا، بالإضافة إلى تدخل قطر في الشؤون الداخلية المصرية.
 
قطر وتركيا
في أغسطس الفائت أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بيانا أعربت من خلاله عن استنكارها للقصف التركي على مناطق في شمال جمهورية العراق.
 
وطالب الأمين العام، في بيان صحفي – وصل مصراوي نسخة منه - تركيا باحترام سيادة العراق على كامل أراضيه، وبالالتزام بمبادئ حسن الجوار وبالاتفاقات المُوّقعة بين العراق وتركيا، وعدم التصعيد، واللجوء إلى التفاهم بين البلدين للتعاون من أجل معالجة كافة الأمور المتعلقة بالحفاظ على أمن واستقرار الدولتين.
 
غير أن قطر أعربت، عن تحفظها على البيان الصادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية، بشأن استنكار الجامعة للقصف التركي على مناطق في شمال العراق.
 
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية - إن "البيان الصادر باسم الجامعة العربية لم يتم التشاور حوله مع الدول الأعضاء في الجامعة مشددة على تضامن دولة قطر الكامل مع تركيا في ما تتخذه من إجراءات وتدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها".
 
وأكدت الخارجية القطرية في بيانها حق تركيا في الدفاع عن نفسها والقضاء على مصدر التهديد من أي جهة أتى وذلك بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تعطي الدول بشكل منفرد أو جماعي حق الدفاع عن النفس في مواجهة الهجمات المسلحة وذلك بعدما أكدت الهجمات الأخيرة على الحدود وفي "سوروج" وفي الداخل التركي مدى وقوع تركيا تحت تهديد التنظيمات الإرهابية وضرورة تحركها فورا لإزالة هذا التهديد خصوصا بعدما أدت ممارسات النظام السوري الوحشية إلى تمدد هذه التنظيمات وتنامي دورها بحيث باتت تشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين.. واعتبرت بيان الأمين العام إنكارا لهذا الحق.
 
وتشهد العلاقات القطرية التركية تقاربًا سياسيا واقتصاديا، ومؤخرًا زار الرئيس التركي رجب طيب أرزغان العاصمة القطرية الدوحة بصحبة زوجته، وأعدت له مراسم استقبال رسمية.
 
وقبل عام زار أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني العاصمة أنقرة ووقع على اتفاق لإنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين لإقامة تعاون شامل في مجالات العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما وقّع البلدان اتّفاقية تعاون لوجستي وعسكري، تقضي بتعيين مستشارين عسكريين في المؤسسات العسكرية، وتبادل الخبرات العسكرية، إضافة لتبادل الموظّفين والمعدّات العسكرية بين الطرفين.
الأزمة الأخيرة
لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب قطر حتى الآن سواء بالتأييد أو الرفض، للتدخل العسكري التركي في شمال العراق.
 
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، قال إن الوزارة تقدمت بطلب للجامعة العربية من أجل عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات "الانتهاك التركي للسيادة العراقية" واتخاذ موقف عربي تجاهه، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية العراقية شرعت بإجراء اتصالاتها مع المجتمع الدولي "لتدارس اتخاذ موقف دولي تجاه الانتهاك التركي للسيادة العراقية وحشد الدعم الدولي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين هذا الانتهاك".
 
وأوضح أن الوزارة باشرت الاتصال بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى عدد من الدول الصديقة.
 
فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن القوات التركية موجودة في العراق بناء على طلب من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي.
 
وقال أردوغان، في حوار خاص مع قناة الجزيرة سيبث غدا الجمعة، إن أفراد الجيش التركي موجودون في مخيم بعشيقة قرب الموصل بناء على طلب العبادي عام 2014 .
 
كما ناشدت تركيا مواطنيها في العراق بمغادرة المحافظات العراقية على وجه السرعة ، باستثناء بعض المحافظات الواقعة في منطقة إقليم كردستان العراق - شبه المستقل.
 
وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية التركية نقلا عن بيان للخارجية التركية جاء فيه :أن الخارجية التركية وسعت من نطاق تحذير المواطنين الأتراك من السفر إلى جميع محافظات العراق، عدا محافظات دهوك وإربيل والسليمانية الخاضعة لحكومة إقليم كردستان.
 
وأوصى البيان، المواطنين الأتراك غير المضطرين للبقاء في تلك المحافظات لمغادرتها في أسرع وقت ممكن.
 
مصراوى