كثيرا ما يقول الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة أشياء يظنها البعض من قبيل الهذيان وكان أخرها عندما قال أن شخصيته تدرس في الجامعات الأمريكية والبريطانية , ولم يقف الكثير عن هذا القول ظناً انه قولاً لا يخرج عن نطاق التصريحات العكاشية
ولكن المفاجأة التي لا تصدق أن عكاشة كان صادقاً هذه المره
فلقد صدر هذه العام دراسة للأكاديمي الأمريكي والتر أرمبرست والذي يحاضر حاليا في جامعة اوكسفورد بالمملكة المتحدة دراسة تحمل عنوان “حاوي الثورة المصرية: دراسة أنثربولوجية لظاهرة توفيق عكاشة” وقد صدرت ترجمتها في بيروت منذ أشهر
والكتاب عبارة عن دراسة أنثروبولوجية ميدانية أنجزها المؤلف البروفيسور والتر أرمبرست خلال سنتين قضاهمها في مصر ما بين 2010، 2012، واختار أرمبرست توفيق عكاشة كموضوع لدراسته، حيث نظر إلى بزوغه واشتهاره اللافت للنظر في المشهد السياسي المصري بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كظاهرة تتطلب التفسير.
ولقد لخص أمبرست شخصية عكاشة التي شبهها بالحاوي في عدة نقاط
المكر والدهاء: فهو قادر خداع أتباعه والآخرين طوال الوقت.
مثير للضحك والسخرية، بلا بيت ولا موقف تعيش في مفترق طرق دوما، يغلب عليها الغموض والغرور والازدواجية، شخصية بلا قيم ولا معايير (عكاشة برلمان 2010 لسب الثورة والثوار وقيادة الثورة المضادة لتمجيدها ولزعم أنه قائد الثورة، لسب المجلس العسكري تملقا بالإخوان لسبهم لصالح المجلس العسكري ………)
شخصية مؤذية وتتسم بالعنف الاجتماعي والرغبة في الانتقام (التحريض على الثورة، ثم على الإخوان ثم على النشطاء).
سمات هذه الشخصية على المستوى الفردي تكاد تتطابق مع وضعية المجاز على المستوى المجتمعي ككل، لذا إذا وجدت هذه الشخصيات في هذه الوضعية وهذا السياق، فما حدود تأثيرها فيه وتأثيره فيها.
وضعية العتبة او المجاز مجتمعيا هي مؤقتة أو يفترض ان تكون كذلك لكن هي بالنسبة للحاوي حالة دائمة يتلبسها ولا يمكن أن يعيش بدونها، لذا هو يسعى لكي يطيل هذه الوضعية على المستوى المجتمعي بكل ما أوتي من إمكانات ومهارات في الخداع والاحتيال، وهو بهذا يزيد من تشوش الفهم لدى المجتمع وعدم قدرته على إدراك حقائق الأشياء.
في هذه الوضعية ومع قدرته على بناء خطاب تشويشي وعدم قدرة الآخرين على إدراك سياقهم الذي لم يتشكل بعد ومع محاكاته هو لهذا السياق يصبح لديه قدرة عالية على لفت أنظار المشوشين، ويتحقق له الاشتهار السريع والمفاجيء.
ينظر إليه تيار كبير باعتباره يقول حقائق ويتنبأ بالمستقبل فيحدث ومن ثم يعولون عليه باعتباره مخلصا، لكنه يزيد الجميع تشويشا.
ويستمر الكاتب على هذا المنوال في تحليل كل ملاحظاته التي رصد من خلالها ظاهرة عكاشة من قبل ثورة يناير وما بعدها