- يقول الكاتب النيوزيلاندى بروس أولاند، وهو متخصص فى الإدارة والتنمية البشرية: إذا كان الإبداع نادراً، فإن الابتكار يكاد يكون معدوماً. لدينا جميعاً القدرة على الإبداع ولكن يتهرب منه الغالبية خشية الوقوع فى الخطأ، فتجد الناس يفضلون السير على الطريق المستقيم والضيّق لكونه فقط آمناً بالنسبة لهم، فلو كان كل الناس على ذلك المنهج، ما تغير العالم قط، وما كانت هناك مخترعات ومبتكرات تيسر حياة الإنسان على الأرض.
- ما هو الإبداع؟، لتكون مبدعاً، فعليك الجمع بين ما لديك من أفكار بطرق جديدة، إذ يستند الإبداع على سلك طرق غير تقليدية من التفكير والنظر فى الأمور، ففى التفكير الإبداعى ليس هناك ما يسمى مثلاً بـفكرة خاطئة، لأن أى فكرة قد تؤدى إلى الأمر الصائب والمفيد. ويقول جوناثان ميلن المدير التنفيذى لمعهد (مفهوم التعلم)، ومؤلف كتاب: Go! -The Art of Change، «الإبداع ليس بإعادة اختراع العجلة، بل بوضع الأفكار الموجودة فى أماكن جديدة»، وهذا يعنى أنه علينا أن نكون مستعدين للتخلى عن الكثير مما نؤمن به، وهو ما يؤيده قول إدجار ديجاس: «فقط حين لا يعرف الرسام ماذا يفعل، فإنه يرسم الأشياء الجيدة».
- هناك طرق متنوعة لزيادة الإبداع منها: مجاملة الناس كثيراً، وتحديهم أيضاً كثيراً، وتذكير من تحتاج إلى أفكارهم، وتوفير الوقت للتفكير، وإتاحة مساحة للفكر والنقاش والإبداع، والاستمرار فى التفكير الإبداعى، وعمل رحلات ميدانية، وتشجيع الفكاهة، وعمل مناظرات، وحضور دورات رسم، ورسم الأحلام، وعمل حلقات عصف ذهنى، واستخدام قائمة فحص «أوزبورن»، وقراءة كتاب رودجر أويش Whack on the side of the head، واستخدام خرائط العقل التى وضعها تونى بوزان، وارتداء قبعات التفكير الست للدكتور إدوارد دى بونو، واستخدام «مخلوط الابتكار» للمؤلف لا سال.
- والابتكار أبعد من الإبداع، غالباً ما تأتى الأفكار الإبداعية فى منتصف الليل، والقليل ممن تأتيهم تلك الأفكار من يستيقظ ليسجل فكرته قبل أن ينساها، وعدد أقل من ذلك يلتزم بإخراج تلك الأفكار إلى الواقع، ولكى تكون ناجحاً فعليك بتشمير ساعديك والذهاب للعمل حيث يأتى الابتكار من العمل الشاق، والتغلب على الخوف، ووجود الشجاعة اللازمة للتنفيذ، خططوا إن أردتم ذلك، ولكن لا تتوقعوا أن تحدث الأمور بمثل ما هو مخطط لها، فمن الأفضل الإعداد والتفكير والحلم.
- وقد يساعدك استكمال البيانات التالية على معرفة ما إذا كنت مكبل اليدين أم غير ذلك:
■ لا أفعل ذلك كثيراً، ولكن أستمتع به.
■ أكبر مانع لى عن الإبداع هو....
■ إذا كان لى أن أمرح قليلاً، فسوف أسمح لنفسى بعمل....
■ إذا لم يكن الوقت متأخراً جداً، فسوف....
■ إذا لم يبدُ ذلك جنوناً، فسوف....
■ أخشى إن سمحت لنفسى بأن أحلم، أن يحدث....
- يقول سينيكا: «ليس السبب فى أنها أمور صعبة فلا نجرؤ على فعلها، بل لأننا لا نجرؤ على فعلها فهى صعبة».
- الابتكار غالباً ما يكون مسألة مؤسسية: معظم المديرين الذين أتحدث إليهم يفترضون أن عدم وجود الأفكار هو السبب فى أن مؤسساتهم تفتقر إلى الابتكار، ولو كان ذلك صحيحاً فى بعض الأحيان، ولكنه ليس على الدوام، لأن مؤسسة أحد موكلى يديرها رجل مبتكر للغاية شكل فريقاً مماثلاً له فكانت مشكلتهم هى كثرة الأفكار أكثر من اللازم، فكان قليلٌ من تلك الأفكار يخرج للواقع، بينما يشعر البقية الباقية بالملل قبل أن يتم تحويل أفكارهم إلى حقيقة.
- وتمر عملية الابتكار بثلاث مراحل منفصلة قد تكمن المشكلة فى أى منها، وهى: توليد الأفكار، ثم تحويلها، ثم نشرها، وقد يتسبب توليد الأفكار فيخلق حالة من الإحباط، إذا لم تكن هناك عمليات جيدة فى مكان العمل لفحص وتطوير الأفكار إلى منتجات، وأحياناً ما يحدث تحويل محدود للأفكار، إما لعدم وجود ميزانيات للتطوير، أو لكون معايير التمويل صارمة جداً، وقد تصل الأفكار إلى طريق مسدود، لأنها تقبع فى جزء من المؤسسة يكون مشغولاً جداً بأشياء أخرى، أو يفشل فى فهمها، أو يعانى من متلازمة «لا تبتكر هنا».
- وللأسف، يصدق القول: «إذا أردت أن تقتل فكرة، فأرسلها من خلال قناة رسمية»، وحتى عندما تحول هذه الفكرة إلى منتج، فإن نشرها يكون ضعيفاً، بمعنى أن تكون المؤسسة بطيئة جداً، أو لا يمكنها تمويل ابتكار قبل الانتهاء من غيره.
الوطن