الوطن
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لقاءً تليفزيونيًا
لقناة الأخبار الرئيسية في آسيا Channel News Asia، أعرب خلاله عن سعادته
بالتواجد في سنغافورة، موجهًا التحية للشعب السنغافوري على ما حققه من
إنجازات عظيمة في مختلف القطاعات والمجالات، مثل الصناعة والتعليم.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة
الجمهورية، إنه ردًا على استفسارات ومحاور اللقاء، أكد الرئيس أن
الانتخابات البرلمانية التي أعلن عن موعد عقدها ستجرى في مناخ آمن، منوهًا
بأن هذه ليست المرة الأولى التي تعقد مصر فيها انتخابات فيما بعد 30 يونيو،
وسبقها الاستفتاء على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية.
وأكد الرئيس، أنه تم تكليف القوات المسلحة
والشرطة بتوفير المناخ الآمن في مصر بوجه عام سواء للمواطنين أو
للاستثمارات الأجنبية وغيرها، إلى جانب الانتخابات القادمة، لافتًا إلى أن
قوات الأمن المصرية لم يسبق أن استخدمت الذخيرة الحية في تأمين الاستحقاقات
الانتخابية، مشددًا على أن السلطات المصرية سواء من القوات المسلحة
أوالشرطة، لا تستخدم القوة إلا ضد من يرفع السلاح على المواطنين، وتلك
التعليمات ليست حالية ولكنها ممارسات مستديمة.
وشدد الرئيس على أن الشعب المصري هو صاحب الكلمة
الأولى والأخيرة في اختيار من يمثله، وإذا استبعد الشعب بعض التيارات التي
مارست العنف ضده فهذا حقه واختياره بإرادته الحرة، ومن ثم فإن اختيار
المرشحين هو أمر يرتبط بالمزاج العام للشعب المصري وليس بالقيادة السياسية.
وردًا على استفسار بشأن الحكومة المدنية التي تم
تشكيلها عقب البرلمان ودورها في اختيار وزير الدفاع، أوضح الرئيس أن
الحكومة الحالية في مصر مدنية بالكامل، موضحًا أن وزير الدفاع يتم ترشيحه
من قِبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة ويخضع هذا الترشيح فيما بعد للقبول
أو للرفض، أخذًا في الاعتبار أن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات
المسلحة، مشيرًا إلى أن كون وزير الدفاع شخصية عسكرية، فهذا أمر لا يؤثر من
قريب أو بعيد على مدنية الحكومة.
وفيما يتعلق بالجهود التي يُمكن أن تبذلها الدول
الآسيوية لمكافحة الإرهاب، أوضح الرئيس أن التصدي لهذه الآفة يتطلب
استراتيجية عالمية شاملة لا تقتصر على البُعد الأمني فقط، ولكن تشمل أيضًا
إيجاد حلول عملية للعديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية بل والدينية
التي لم يتم التعامل معها بالشكل اللازم على مدار سنوات مضت.
وفي سياق متصل، أوضح الرئيس أن تيار الإسلام
السياسي كانت لديه فرصة للمشاركة، ولكن عند التطبيق العملي اصطدمت
أيديولوجيته وأدبياته بالواقع، إذ يقدم تنظيرًا لم يتم اختباره عمليًا
وعندما يصل إلى السلطة لا يتعامل بالشكل المناسب مع الواقع ومن ثم لا يحقق
نجاحًا، مضيفًا أن المواطنين يستشعرون أن القيادات السياسية ذات هذا التوجه
غير قادرة على إدارة شؤون البلاد بكل تعقيداتها وتحدياتها، فضلًا عن أن
معتنقي هذا الفكر تسيطر عليهم فكرة "الاستحواذ والتمكين"، لأنهم قد يصلون
إلى السلطة بطريقة ديمقراطية، ولكنهم ليسوا عل استعداد لتداول السلطة أو
لتركها بشكل سلمي.
وتابع الرئيس، أن الإسلام لا يختلف مع الواقع ولا
مع الإنسانية وإنما يتم استخدامه لتحقيق أغراض سياسية وأجندات خاصة هي في
الواقع بعيدة تمام البعد عن صحيح الدين وإنما تُعد تطرفًا وإرهابًا.
وذكر الرئيس، أن زيارته إلى سنغافورة وغيرها من
جولاته الخارجية تهدف إلى دعوة المستثمرين للعمل والاستثمار في مصر بما
يساهم في توفير فرص العمل وتشغيل الشباب والقضاء على أحد أهم مسببات التطرف
والإرهاب، منوهًا بأن مصر تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكثر الدول
تحقيقًا لعوائد الاستثمار، ويصاحب ذلك مناخ آمن وانحسار في الأعمال
الإرهابية.
وتعقيبًا على استفسار بشأن الأحكام الصادرة بشأن
صحفيي الجزيرة، أكد الرئيس أنه لا تعقيب على أحكام القضاء، منوهًا بالمكانة
والاستقلالية اللذين يتمتع بهما القضاء المصري الذي يمارس عمله دون أي
تدخل سياسي، معربًا عن تفهمه لاهتمام العاملين بالإعلام والصحافة بهذه
القضية.
وردًا على تساؤل بشأن قانون مكافحة الإرهاب الذي
يرى البعض أنه قاسيًا، شدد الرئيس على أن الأمر القاسي بحق هو أن نحول
أبناء الشعب المصري البالغ تعدادهم تسعين مليونًا إلى لاجئين في أوروبا
يفقدون حياتهم لدى عبورهم المتوسط بصورة غير شرعية، مشيرًا إلى أن رئيس
الدولة المصرية تقع على عاتقه إعاشة هذا الشعب بأكمله وضمان حياته في أمنٍ
واستقرار، مؤكدًا أن هذا الأمر يُعد مسؤولية أخلاقية وإنسانية ووطنية،
ضاربًا مثلًا بما يحدث في عدة دول في منطقة الشرق الأوسط تحولت شعوبها إلى
لاجئين واضطروا إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا التي تعاني بشدة من تلك
الظاهرة ومن تفاقمها في الآونة الأخيرة.
وأضاف الرئيس: "لن نترك مصر لتسقط وننتظر من يقدم
لها مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية"، مشيرًا إلى أنه عما قريب سيكون
لمصر برلمانها الجديد الذي له الحق في مناقشة كافة القوانين.
وفي ختام الحوار، أعرب الرئيس عن تمنياته بالوفاء
بالوعود التي قطعها على نفسه بشأن تحقيق العديد من الإنجازات على الأصعدة
السياسية والأمنية والاقتصادية، مؤكدًا أن العمل في مصر يجري ليل نهار من
أجل توفير الأمن والاستقرار وتحقيق التقدم وجذب الاستثمارات ومنح الأمل
الحقيقي للشباب.