كتب إسلام إبراهيم
يحتفل العالم، اليوم، باليوم العالمى للتمريض، وذلك فى ظل ظرف صعبة يعيشها فريق التمريض داخل مصر والكثير من الدول الأخرى، حيث يتعرض الممرضون والممرضات للإهانات ولا يتم تقديرهم مادياً بشكل جيد، بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة التى يؤدونها، وهو ما يجعل غالبيتهم يشعر بالإحباط والاكتئاب. وكشفت أبحاث طبية نشرت مؤخراً بصحيفة "ديلى ميل" البريطانية وأذيعت خلال إحدى المؤتمرات التى عقدت بمدينة ليفربول الإنجليزية أن الممرضين والممرضات يتعرضون لظروف عمل صعبة للغاية، ووصفتها الدراسة بـ "السخرة". وفسرت الدراسة ذلك، مشيرة أن أغلبية فريق التمريض يؤدى نوبتجيات عمل طويلة لا تقل غالباً عن 12 ساعة يوميا، بمعدل 72 ساعة تقريباً فى الأسبوع، وتصل فى بعض الأحيان إلى 78 ساعة أو أكثر، لافتة أن فريق التمريض داخل المستشفيات يتعرض إلى مستويات كبيرة من الإرهاق والضغط العصبى، وهو ما يلقى بظلاله على المرضى ويعرضهم لمخاطر صحية كبيرة. وكشفت دراسة أخرى أشرف عليها باحثون من جامعة ساوثمبتون البريطانية أن الممرضات اللاتى يعملن لمدة ساعات كثيرة باليوم غالباً ما يشعرن بالإرهاق والتعب، وتنخفض مستويات تركيزهم وانتباههم، وهو ما قد يتسبب فى نتائج خطيرة وعواقب وخيمة لا يحمد عقباها. وأضاف الباحثون أن الظروف الصعبة التى يعيشها الممرضين تحد من جودة الخدمات المقدمة للمرضى وكما أن لجوء بعضهم لعمل ساعات إضافية "أوفرتايم" من أجل تحسين دخلهم المنخفض يضر للغاية بصحة المريض وقد يعرض حياته للخطر لأنه لا يحصل على الخدمة الطبية التى يحتاجها. وبعد استعراض هذه النتائج الخطيرة يتوجب على الدولة أن تعيد النظر فى الحالة المتردية التى يعيشها الكثير من الممرضين والممرضات، والذين يؤدون رسالة سامية، ولا يقل دورهم بأى حال من الأحول عن الطبيب أو الصيدلى، بل قد تميل كفتهم بملاصقتهم الدائمة للمرضى والسهر على مداواته رغم احتمال العدوى والمخاطر الصحية التى قد تلحق بهم.