السيسى من إسبانيا: العالم بحاجة لتحالف الشعوب والحضارات فى مواجهة التطرف



 مدريد - محمد الجالى
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن العالم بحاجة أكثر من أى وقت مضى إلى تحالف الشعوب والحضارات فى مواجهة التطرف والكراهية التى تمثل بيئة خصبة لانتشار الإرهاب، مع ما يمثله من تهديد لأسس وقيم الحضارة الإنسانية. جاء ذلك فى كلمة ألقاها الرئيس السيسى فى مأدبة الغداء التى أقامها الملك فيليبى السادس ملك إسبانيا، تكريما للرئيس السيسى والوفد المرافق له بقصر "أوريانتو" بمدريد اليوم. ووجه الرئيس السيسى عميق شكره للملك فيليبى السادس وللملكة، معتبرًا أن كلمة الملك فيليبى، عبرت بصدق عن قوة العلاقات بين البلدين وشعبيهما، وقال: "الحضارة المصرية كانت لها إسهام كبير فى البحر المتوسط، ونحن نتطلع للعمل سويا من أجل أن يكون عملنا سبيل لتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا وشعوب المتوسط". وأضاف أن العلاقات التى تجمع بين مصر وإسبانيا فى مجالات الثقافة والتعليم والفنون توفر لنا أساسا متينا لتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية وإقامة شراكة تجارية بين البلدين، وقد تناولت المباحثات الرسمية مع رئيس الوزراء الإسبانى، سبل تدشين مجالات جديدة للتعاون تضاف إلى القائمة الحالية، خاصة فى ضوء المشاركة الإسبانية الفعالة فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى بشرم الشيخ، والذى كشف عن الحيوية التى يتمتع بها الاقتصاد المصرى والفرص الواعدة للاستثمار التى يوفرها. وقال الرئيس إن بيان إسبانيا فى مؤتمر شرم الشيخ كان محل تقدير كبير من جانب مصر حكومة وشعبا، خاصة أنه استطاع من خلال كلمات صادقة إبراز دور مصر فى المرحلة المقبلة لضمان سلام واستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط، لاسيما أن مصر تخطو خطوات بثبات لإجراء الانتخابات التشريعية، لاستكمال مؤسسات الدولة المصرية، ونحن نسابق الزمن لبناء مجتمع مدنى عصرى يعتز بقيمه وتراثه الثقافى يوفر العيش الكريم لمواطنيه ويحقق حرية واستقرار وعدالة اجتماعية. وأشار الرئيس إلى إسهام ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس فى تطوير إسبانيا، وقال الرئيس إن الملك كارلوس حول بلدكم الغنى بالموارد إلى نموذج عصرى يحتذى به، وهذا ما سيسجله التاريخ لدوره فى إثراء الديمقراطية فى إسبانيا، والتى يستكملها ملك إسبانيا الحالى فيليبى بحكمة وحيوية وهى ذات الصفات التى تتميز بها الشخصية القومية الإسبانية. وقال الرئيس إن العلاقات المصرية الإسبانية تمتد عبر التاريخ وتستمد قوتها من القيم الأصيلة والتراث الإنسانى الغنى الذى كان للحضارة المصرية إسهامها الكبير فى إثرائه على ضفاف المتوسط، معربا عن فخره بدور حضارات البحر المتوسط كمهد للعلوم والتقدم البشرى، ومعربا عن تطلعه للعمل مع إسبانيا لتحقيق آمال وطموحات شعبينا وشعوب المتوسط. واختتم الرئيس السيسى كلمته بتوجيه الشكر للملك فيليبى على حسن الاستقبال والأجواء الإيجابية التى سادت المباحثات، وما لمسه فى المباحثات من نية صادقة لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين.