التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، بوفد من الكونجرس الأمريكي برئاسة النائب الجمهوري رودني فريلنجيوسن رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الدفاع بلجنة الاِعتمادات بمجلس النواب الأمريكي، وبعضوية النواب "بيتر فيسكلوسكي، وكاي جرنجر، وكيري كالفرت، ومارسي كابتور، وستيف ووماك"، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وسفير الولايات المتحدة بالقاهرة روبرت بيكروفت.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الوفد الأمريكي استهل اللقاء بالتأكيد على أن مصر تعد حجز الزاوية وأساس الاستقرار في الشرق الأوسط، كما أنها تمتلك العديد من الإمكانيات التي تمنحها الفرصة للمساهمة في توفير الاستقرار والتقدم للمنطقة وشعوبها، كما أوضحوا أنهم سيستمرون في دعم مصر داخل الكونجرس الأمريكي وتقديم كافة المساهمات الممكنة، بما في ذلك على الصعيد العسكري، لدعم مصر في حربها ضد الإرهاب، سواء في سيناء أو لتأمين الأخطار التي تتهدد أمن مصر القومي على حدودها الغربية.
من جانبه، رحب الرئيس بأعضاء الكونجرس الأمريكي، معربًا عن تقدير مصر لموقفهم الداعم ولتفهمهم لحقيقة الظروف والأوضاع التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى اِعتزاز مصر بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وحرصها على تنميتها في مختلف المجالات بما يصب في صالح الدولتين والشعبين المصري والأمريكي، لاسيما وأن البلدين لديهما تاريخ ممتد من الصداقة والتعاون الوثيق.
واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع في مصر على مدار السنوات الأربع الماضية، منوهًا إلى أن ثورة المصريين في 30 يونيو جاءت معبرة عن إرادة شعبية خالصة، وكانت مدفوعة بالاعتراض على محاولة تغيير هوية الدولة.
وأضاف السفير علاء يوسف، أنه ردًا على استفسار النواب الأمريكيين بشأن ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لدعم مصر في المرحلة الراهنة، ولاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أوضح الرئيس أن مواجهة الإرهاب لن تقوم فقط على الشقين العسكري والأمني اللذين يتعين أن يشملا العمل على وقف إمدادات المال والسلاح للجماعات الإرهابية والمتطرفة، ولكن يجب أن تشمل أيضًا الجانب الاقتصادي، وتحديدًا تشجيع الاستثمار في مصر للمساعدة في توفير فرص العمل وتشغيل الشباب، ودعم جهود الحكومة المصرية في مكافحة الفقر والجهل والارتقاء بجودة التعليم والانفتاح على الثقافات الأخرى، بما يعزز قيم التسامح والتعايش مع الآخر، وهي القيم التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، وتجاهلها الخطاب الديني المتعصب للجماعات المتطرفة والإرهابية.
وأشار الرئيس إلى أن دعوته لثورة دينية، هي دعوة لثورة من أجل الدين وليست على الدين، وتستهدف تنقية الخطاب الديني من الأفكار المغلوطة ونشر القيم الحقيقية السمحة للإسلام.
وأضاف الرئيس أن التغلب على هذه الأمور كافة لن يساهم فقط في دحر الإرهاب، ولكن ستكون له انعكاسات إيجابية على الديمقراطية والحقوق والحريات التي تتمتع بها الشعوب.
وتابع الرئيس "أن الولايات المتحدة الأمريكية بما تملكه من ثقل سياسي وتقدم اقتصادي وقوة عسكرية وأمنية، تضطلع بمسؤولية كبرى في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، من أجل تحقيق الاستقرار في كافة مناطق العالم ومن بينها منطقة الشرق الأوسط"، منوهًا إلى حرص مصر على تحقيق الأمن والاستقرار للشعب المصري والتأكيد على أهمية الحفاظ على النسيج الوطني المصري وإعلاء قيمة المواطنة والمساواة بين كافة المصريين الذين لا يتعين التفريق فيما بينهم على أي أساس.
وأعرب النواب الأمريكيون أن رسالتهم إلى الكونجرس عقب عودتهم إلى الولايات المتحدة سترتكز على أهمية احتفاظ الولايات المتحدة بعلاقاتها القوية مع مصر واستثمارها والبناء عليها من خلال تكاتف الجهود في مواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد العالم بأسره.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد الرئيس أنه يتعين إيلاء القضية الفلسطينية الاهتمام اللازم، منوهًا إلى أن التوصل إلى تسوية تلك القضية سيساهم في القضاء على الكثير من الذرائع التي يستند إليها مروجو الفكر المتطرف لتبرير أعمالهم الإرهابية.
وأضاف الرئيس انه يمكن التباحث بشأن الضمانات التي يمكن تقديمها للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمضي قدمًا في إقرار السلام، مؤكدًا أن تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل سيوفر واقعا جديدًا في منطقة الشرق الأوسط، ويتيح آفاقًا رحبة للتعاون والاستقرار.