لعبوا مع القرية بـ"البيضة والحجر".. دجالون يهتكون عرض 100 سيدة بأطفيح



كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز
استغلوا جهل أهل القرية وإيمانهم بالسحر والدجل، وقاموا بالنصب عليهم وهتك عرض نسائهم، واستمروا في ذلك إلى أن دب الخلاف بينهم وقام أحدهم بفضح الأمر لتكتشف القرية الخديعة بعد فوات الأوان.
بدأ الأمر بقيام أحد المتهمين بادعاء قدرته على التواصل مع الجن وتسخيرهم لمساعدة الباحثين عن الآثار في فتح المقابر والعثور على ما بها من كنوز مدفونة، ثم قرر أن يغير نشاطه لأمر أكثر ربحا، فادعى أنه يستطيع العلاج الروحاني، وليتمكن من الأمر دون أن يكشفه أحد، قال إنه لا يعلاج إلا السيدات فقط، ويقوم بحل الخلافات الزوجية وعلاج العقم عن طريق الجن والشعوذة، واستعان بشقيه وصديق لهما ليعاوناه في خطته الشيطانية.
قامت عصابة الدجالين باستغلال جهل أهل قرية بأطفيح، وعرضوا علاج سيدات القرية وفك السحر الذي يؤدي للخلافات الزوجية وعدم الحمل، وبالفعل صدقهم الأهالي، ليستفيقوا بعد عامين من الخداع على حقيقة الأمر، ويدركون أنهم وقعوا فريسة لمجموعة من النصابين الذين انتهكوا عرضهم بعد أن صوروا سيدات القرية في أوضاع غير لائقة.
كان من الممكن أن تستمر عصابة الدجالين في النصب على أهل القرية، لكنهم اختلفوا فيما بينهم على مبلغ مالي ليقوم أحدهم بتسريب الصور التي قاموا بتصويرها لسيدات القرية في أثناء جلسات العلاج المزعومة، لتتوالى البلاغات على مركز شرطة أطفيح الذي بدأ بالتحقيق في الأمر.
وأوضحت تحقيقات الأجهزة الأمنية التى جرت تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية، أن بداية الواقعة كانت ببلاغ تلقاه مركز شرطة أطفيح من شخصين باكتشافهما تداول صورا لزوجتيهما قام شقيقين بتصويرها في أثناء علاجهما بالقرآن داخل منزليهما، وقال المبلغان وزوجتاهما في أقوالهما أمام العميد ناجى كامل رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، إنهم لا يعرفون كيف وصل الدجالين إلى تلك الصور وكيف تمكنا من تصويرهما لهم.
وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث وتحر تحت إشراف اللواء مصطفى عصام حكمدار الجيزة، واللواء رضا العمدة نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وتبين من خلال التحريات والتحقيقات وفحص الصور والفيديوهات أن المتهم الرئيسي اشتهر منذ قرابة عامين بمساعدة المنقبين عن الآثار في فتح المقبرة التي يقومون بتحديدها، إلا أنه بعد قرابة 6 أشهر اتجه إلى طريق العلاج الروحاني والدجل والشعوذة، وتخصص في علاج السيدات فقط، مدعيا قدرته على حل الخلافات الزوجية والإنجاب وغيرها.
وطبقا لما ورد فى التحريات وتحقيقات النيابة التى باشرها محمد حمودة رئيس نيابة الصف، وعبد المعز ربيع وكيل أول النيابة، فإن المتهمين قاموا بالنصب على أكثر من 100 سيدة بإحدى قرى مدينة أطفيح، وأن المتهمين قاما بتصويرهما فى أوضاع مخلة بالآداب.
وأفادت التحريات والتحقيقات التى جرت تحت إشراف اللواء عصام سعد مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، أن المتهم الأول محمد، استعان بشقيقه رضا وشخص آخر يدعى محمد . م، لمساعدته في أعمال السحر، وكان يتوجه إلى الضحية في منزلها، ونظرا لجهله بالقراءة والكتابة كان يقوم بتشغيل القرآن في هاتفه ويطلب من الضحية سماعه عبر سماعات الأذن، وفي أثناء ذلك يقوم بقراءة بعض الطلاسم ورسم الرسومات الغريبة في كافة أركان المنزل ويقومون بكتابتها في "أحجبة".
وأشارت تحريات المباحث التى جرت تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى أن نشاط المتهم استمر قرابة عامين حتى دبت الخلافات بين المتهم الرئيسي ومعاونه عندما باع الأول قطعة أرض بمبلغ 2 مليون و750 ألف جنيه، فطلب منه معاونه مبلغ نصف مليون جنيه، لكنه رفض وأخبره أنه لن يدفع اكثر من 200 ألف جنيه، فانشق عن العمل معه وقام بتسريب الصور التي صورها المتهم للسيدات.
وأكدت تحريات المباحث التى قادها العميد ناجى كامل رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، إلى ارتكاب المتهم وشقيقه تلك الجرائم، وأنه يمارس نشاطه منذ قرابة عامين ويتقاضى مبلغ 500 جنيه من كل ضحية، ووصل عدد ضحاياه أكثر من 100 سيدة.
وبعد ضبط المتهمين ومواجهتهما بأقوال المبلغين، قررت نيابة الصف، تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، حبس الدجالين لمدة 4 أيام بتهمة النصب وهتك العرض بالقوة والاتجار فى البشر، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.